أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن من أعظم الغش الفكري، الدعوة إلى اعتناق المذاهب الباطلة والآراء الضالة، لقوله عليه الصلاة والسلام «الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة، قالوا لمن يارسول الله، فقال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم». ولفت في خطبة الجمعة في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض أمس، إلى أن رابط الإيمان بين المؤمنين أعظم من كل العلاقات والصلات، مبينا أن هذه الأخوة تقتضي محبة المؤمن لأخيه بنصحه وتوجيهه ونصرته وتأييده والوقوف بجانبه إن كان مظلوما وردعه عن الظلم إن كان ظالما، وتأصيلها بالمحبة والمودة والتأييد والنصرة. وأوضح أن من الغش التشكيك في الإسلام وأهله وفي العقيدة، والدعوة إلى كل ضلال وباطل. وأورد، أن من غش المسلم لأخيه المسلم ما يكون في البيع والشراء وخداعه فيهما من كبائر الذنوب بإظهار خلاف الواقع، يقول صلى الله عليه وسلم «من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا». مضيفا أن من حمل علينا السلاح ليس منا لأن حامله يهدد أمننا واستقرارنا، ومن غشنا فليس منا لأنه لو كان مؤمنا ما غش أخاه المسلم بل يصدقه ويوضح له. وأبان أن للغش صورا متعددة منها إخفاء عيوب السلع وعدم كشفها وتبيينها للمشتري، وأفاد أن من أنواع الغش إظهار السلع بأنها أساسية نافعة وأنها ليست تجارية وإنما أصلية أحسن من غيرها وأنها سلع معروفة بالجودة والإتقان، والواقع خلاف ذلك. وقال: إن من الغش ما يعمله أرباب وبائعو السيارات من الكذب والافتراء والتخلي عن كل العيوب التي تنكشف في حقيقة أمرها، وقوله إن هذه السيارة خالية من كل عيب فيها ويبيعها وهي معيبة كلها. ومن الغش، بيع الأراضي بصكوك مزيفة ووثائق غير سليمة يظنها المشتري سليمة في ظاهرها ولكن في الواقع أنها خداع اجتمع فيه سماسرة الأراضي.