يقول مسن يجلس على مقربة من قرية «الجهوة» الأثرية في النماص، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 250 عاما، إن البيئة الجنوبية تجبر قاطنيها على اسكتشافها، إذ يرى أنه بعد 60 عاما لا يزال يبحث عن تفاصيل الجبال الشامخة وأوديتها الساحرة، الأمر الذي دفع بالمصور عبدالله جاري للتجول في تلك المناطق ليوثق بعدسته ما كان يبحث عنه المسن القاطن في ذات المكان. جبال النماص الغنية بالذكريات والمطر، تعيش واقفة كما يعتقد سكانها، وشامخة تتلحف الغيوم وتعانق السحاب. «البلاد» كما يطلق عليها السكان المحليون، تبقى فاتنة بتضاريسها الوعرة وقميص جبالها المخضب بالشوق. يرى المصور عبدالله جاري الذي يقطن النماص، أن جغرافيا الجبال في النماص تساعد المصور على التقاط صور مذهلة، بيد أن الأمر يتطلب مهارة وفنا، إذ إن الصورة باتت جزءا من الفنون الجميلة التي تحتاج إلى تدريب وممارسة حتى تختمر التجربة وتنتج الصورة بخبرة.