أطلق موقع «المنصة» المصري دعوة للقراء بالمشاركة في رواية ذكرياتهم وتجاربهم الشخصية حول القضية الأمنية المسماة «تنظيم عبدة الشيطان» عام 1997. ففي ذلك العام شنت الصحافة حملة واسعة على الشباب الذين يستمعون لموسيقى الروك أو الميتال. بملابسهم الغريبة وشعورهم المسترسلة ولم يشفع لهم أنهم كانوا يقيمون حفلاتهم في الأماكن العامة. من يقرأ الشهادات لا بد سيندهش خاصة إن كان مثلي ممن صدقوا القضية واعتقدوا أن هؤلاء الشباب يمارسون طقوس عبادة الشيطان فيسمعون هذه الموسيقى المزعجة ثم يلتهمون أقرب قطة سوداء ويستحمون بدمها! اتفقت الشهادات على أن حسن الألفي وزير الداخلية في النظام المصري الأسبق كان قد قرر الاستجابة للحملة الصحفية التي قادها صحفي مغمور يكره موسيقى الميتال لأن محاربة هذه الموسيقى وشحنها بمعاني محاربة الشيطان وطقوس عبادته قد تجمل من صورة وزارته، التي كانت تقمع أي حراك للإسلاميين بدعوى محاربة الإرهاب. فمن باب تجميل صورة النظام راح يحارب هؤلاء الكفار أيضا الذين يعبدون الشيطان. ومن طرائف الشهادات أن الإسلاميين المحتجزين من قبل النظام كانوا يرفضون مشاركة زنازين السجون مع هؤلاء الشباب الذين يعبدون الشيطان، فهم يصدقون النظام الذي قمعهم بما أنه يقمع هؤلاء الشباب أيضا. فالمساواة في الظلم عدل كما يقال. بعضهم روى كيف تم التحقيق معه. وبعضهم روى التقاءه بصحفيين قادوا هذه الحملة وهم اليوم على قمة هرم الصحافة في مصر، منهم مفيد فوزي وعبدالله كمال الذي شن الحملة وتمت ترقيته بعدها إلى نائب رئيس تحرير للمجلة العريقة «روز اليوسف». وهؤلاء الشباب الذين جرى اعتقالهم على خلفية هذه القضية هم الآن إما مهاجرون أو خريجو سجون أو سميعة مخلصون لأم كلثوم، لقد تحولوا إلى نماذج مرضي عنها لدى النظام والصحافة والمجتمع. وكمثال على تحولاتهم أتذكر أن الممثلة سوسن بدر التي كانت ابنتها ياسمين إحدى المتورطات في تنظيم عبدة الشيطان تخبرنا باستمرار في مقابلاتها الصحفية والتلفزيونية أن ابنتها الآن أم لطفلين. فهي ضمنيا تريد أن تخبرنا أن ابنتها تحولت لنموذج محترم اجتماعيا. هذا على الصعيد المصري. أما في السعودية فلدي فضول حقيقي لقراءة شهادات أحد من قبضت عليهم الهيئة وهو يقيم حفلا تذاع فيه موسيقى الروك أو الميتال وقيل إنهم يمارسون طقوس عبادة الشيطان. وسيزيد فضولي لو كانت شهادات نساء فلا زلت أتذكر خبراً نشر في صحيفة «اليوم» بتاريخ 10/6/2013 عن القبض على 100 فتاة من عبدة الشيطان في مدينة الخبر يمارسن طقوسهن الغريبة تحت غطاء حفل تخرج!.