جريا على عادة صقوره التي أخذ منها النظرة الحادة وسرعة الإجهاز على الخصم، لم يستطع الإرهاب صبرا في وجه ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف منذ أول أيامه داخل أروقة الوزارة، بعد توليه مسؤولية الملف الأصعب عالميا وداخليا، مثبتا للمجتمع الدولي والداخلي قدرته على التصدي لرأس الأفعى المجلجلة، ودك معاقلها في الداخل والخارج. ولي العهد السعودي والرجل الثاني في البلاد، استهل حياته السياسية قبل 18 عاما مساعدا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية عام 1999، وتوجها قبل ولايته للعهد عام 2015 بحمله حقيبة وزارة الداخلية السعودية خلفا لعمه الأمير أحمد بن عبدالعزيز عام 2012، تصدى خلالها للفئات الضالة وذوي الفكر الضال بالمواجهة المسلحة واليد الحازمة تارة، وتارة أخرى بحوار الفكر والمناصحة، وذلك بعد بإنشائه مركزا يعنى بمناصحة المتطرفين من أبناء بلاده المنتمين للجماعات الإرهابية داخل وخارج السعودية الذي استطاع إعادة تقويم الكثير منهم إلى السواء السبيل. جنرال الحرب على الإرهاب (كما وصفته وسائل إعلامية أمريكية) زادت محاولة اغتياله عام 2009 التي تبنتها القاعدة، بعد محاولته شخصيا إقناع «قاعدي» بتسليم نفسه للسلطات السعودية، وذلك بمكالمة هاتفية أذيعت تلفزيونيا، سهل الأمير محمد بن نايف القاعدي سبيل الوصول إليه شخصيا، كاسرا جميع الحواجز الأمنية، وبروتوكولات الحماية الشخصية، في سبيل عودة مواطن سعودي لوثت أفكاره إلى أرض الوطن، ليتمكن الإرهابي من تهريب كبسولة مفخخة داخل أحشائه، لتفجير جنرال الداخلية السعودية، إلا أن حماية المولى حالت دون تمكنه من الأمير محمد بن نايف. عزم الأمير محمد بن نايف على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله من جذوره، بزغ نجمه في العام 2001 بعد نجاح قوات وزارته الخاصة من تحرير رهائن الطائرة الروسية المختطفة التي هبطت اضطراريا في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، إثر اختطافها على أيدي مجموعة من المسلحين الشيشانيين، لينجح «صقور نايف» من تخليص رهائن الطائرة بأقل ضرر ممكن، لتمتدح السلطات الروسية بعد تحرير الطائرة سعوديا دون أي تدخل من قوات خارجية، طريقة تعامل الداخلية السعودية مع الحادثة. أول أحفاد الملك عبدالعزيز رئاسة لمجلس الوزراء، وأول رئيس لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، والوزير التاسع لوزارة الداخلية، عرف عنه إنسانيا حسبما ذكر مراقبون، وقوفه إلى جوار شهداء الوطن، ومصابي الحرب على الإرهاب في مختلف قطاعات وزارته، وذلك بحرصه الشديد على مواساتهم ونقل تعازيه لهم شخصيا، في مختلف المدن والمحافظات السعودية، إضافة إلى تلمسه لاحتياجاتهم الشخصية، وتذليل الصعاب أمامها على الفور. ولم تقف نجاحات الأمير محمد بن نايف على الصعيد العملي على مكافحة الإرهاب فحسب، بل تجاوز ذلك إلى تطويره الملموس للخدمات الإلكترونية المقدمة من قبل مختلف قطاعات وزارته للمواطنين السعوديين، عبر إنشاء بوابة إلكترونية لخدمات وزارة الداخلية حملت مسمى «أبشر»، إضافة إلى النجاحات المتوالية لمكافحة تهريب المخدرات إلى الداخل السعودي. أمير أمراء المناطق السعودية، وعاشق الصقور، أظهرت عدد من الصور المتناقلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اهتمامه الكبير وحسه العملي وذلك باهتمامه بإنهاء أعماله حتى خلال رحلاته البرية، في دلالة على أن محمد بن نايف رجل لا يثنيه عن عمله صيد أو صقور، أمام كل ما من شأنه تسيير مصالح الوطن والمواطن السعودي.