«الكتاب من عنوانه».. مثل يردده كل من يرى المبنى المستأجر والمتهالك الذي يعد مقرا لإدارة الطرق والنقل في تبوك، ويتسلل إليه الإحباط واليأس ويعرف الأسباب التي أدت إلى تهالك كثير من الطرق في المنطقة، ويدرك أن الإدارة العاجزة عن تأمين مبنى جديد لها طيلة السنوات الماضية، ليست مؤهلة لإنشاء طرق نموذجية وقادرة على صيانتها، ناهيك عن مشاريع نقل كبيرة تواكب الزيادة السكانية لتبوك ومحافظاتها، التي تشهد كثيراً من حوادث السير وأدت إلى ارتفاع نسبة الوفيات. ولم تكتمل فرحة الأهالي بتعيين المهندس سليمان الحويطي مديرا لإدارة الطرق والنقل في منطقة تبوك، بعد أن مرت عليه فترة لا بأس بها وهو في منصبه، دون أن يحدث أي فرق، فظلت كثير من الطرق متهالكة، أبرزها مشروع تبوك - حقل الذي رصدت له الدولة ميزانية كبيرة، لم يلمس المواطن لها أي أثر إيجابي، بل تعثرت المشاريع ولم يطرأ أي تطور على خطوط الطرق الطويلة، بينما ظل المهندس سليمان الحويطي متسلحا بالصمت، تاركا وراءه الكثير من الأسئلة المعلقة دون أن يلقي لها بالا. ولن نكون مبالغين إذا قلنا إن الكرسي الساخن، يعتبر المسؤول الأول عن طريق تبوك - حقل، حيث مرض التعثر المزمن، ومسلسل الوفيات المتكرر كل عام، وعلى الرغم من أنه يلقى اهتماما ونصيبا من الميزانية السنوية للطرق، إلا أنه بات كابوسا لكل مسافر يسلكه، فالحوادث اليومية والوفيات المتكررة أصابت أبناء المنطقة بحالة من الرعب والهلع، والسبب الرئيس لتلك الحوادث -كما يردد أبناء المنطقة- هو رداءته، وعدم ازدواجيته، والتأخير في أعمال التوسعة. كما أن خطط ومشاريع النقل الحقيقية ظلت غائبة عن تبوك، حيث يعد «الدباب» هو وسيلة المواصلات العامة الوحيدة في المدينة التي يسكنها ما يقارب المليون نسمة، تلك الوسيلة التي صارت محرجة للعائلة ولضيوف المدينة القادمين من مناطق بعيدة.