يجلس السبعيني عويش حريص الرشيدي، على مقعده في الصف الأول المتوسط في مدرسة العرادية الليلية، بتركيز وانتباه، ليتلقى الدروس، متسلحا بكثير من الطموح والتفاؤل لإكمال تعليمه والحصول على الشهادة الجامعية في الشريعة الإسلامية. ويحظى الرشيدي بدعم أبنائه وزوجته الذين يشجعونه على مواصلة تعليمه، مقللا من تأثير تقدمه في السن، على تحقيق حلمه ومشروعه الكبير. وبدأ الرشيدي دراسته حينما كان صغيرا، إلا انشغاله بتربية الماشية، منعه من مواصلة التعليم، حتى تزوج وانشغل بتربية أبنائه. وقال الرشيدي: «بعد أن أديت رسالتي مع الأبناء ومساعدتهم في تعليمهم حتى شغلوا وظائف مرموقة، بدأت في تحقيق مشروعي لإكمال دراستي في كلية الشريعة الإسلامية، فانا إمام مسجد القرية، ولن أتمكن من الخطابة فيه، إلا بعد أن أحصل على البكالوريوس، وهو ما يحفزني على مواصلة دراستي»، مشيرا إلى أنه لا يخجل من كونه أكبر طالب في المدرسة، بل يشعر بكثير من الفخر، ويحظى بتقدير الجميع طلابا ومعلمين، ويلقى دعمهم لتحقيق طموحه.