أصبحت المواقف التي تتخذها بعض الصحافة البريطانية تجاه المملكة وقبلها مصر، تتسم بعدائية واضحة، سواء على المستوى الدبلوماسي، أو الاتفاقات، خبراء مصريون يفسرون سبب هذه العدائية وأبعادها على المدى القريب والبعيد. حيث أكد الكاتب والمفكر السياسي محمد بدوي أن بريطانيا حامية الإرهاب الأولى في العالم، فليس لها أن تتحدث عن شؤون داخلية للمملكة وأسلوب محاربتها للإرهاب، مشيرا إلى أنه في عام 1949 سحبت بريطانيا مخزون الذهب من العالم، لتطلق بعد ذلك العملات الورقية، كنوع من السيطرة على الأسواق العالمية. وتابع قائلا «الآن تحاول السيطرة على مخزون الغاز الطبيعي، فحرب بريطانيا اقتصادية سياسية، باعتبار أن المملكة تمتلك حقولا للغاز الطبيعي لم يتم الكشف عنها، ولم تتراجع الصحف البريطانية عن حربها الإعلامية في الأيام الأخيرة، إلا بعد أن اكتشفت أن من بين المحكوم عليهم في المملكة أحد الإرهابيين الذين قتلوا وأصابوا صحفيين ومصورين بهيئة الإذاعة البريطانية BBC، فتوارت نبرة العداء الإعلامي خجلا. ومن جانبه أوضح الدكتور أيمن عبدالوهاب رئيس وحدة الدراسات المصرية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية أن دولة مثل بريطانيا ترعى الجماعات الإرهابية وتمثل «عرابا» للجماعات الإرهابية، بكل الوسائل الممكنة، ودعمها للإخوان يعتبر نموذجا، فليس مستغربا أن تدين إعدام إرهابيين. ويرى الدكتور مختار غباشي، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، أن المملكة هي الشريك التجاري الرئيسي لبريطانيا في منطقة الشرق الأوسط، ونحو 30 ألف بريطاني يعيشون ويعملون في المملكة، مشيرا إلى أن العداء الذي يناصبه الإعلام البريطاني للمملكة، عداء لا مبرر له من وجهة النظر القانونية، لأن المملكة استخدمت حقها في إعمال نصوصها القانونية بحق من ارتكب جرائم إرهابية على أراضيها. وأضاف الخبير السياسي إن الإعلام البريطاني قبل أن يهاجم السعودية التي تحارب الإرهاب، عليه أن يطالب دولته بأن تطرد الإرهابيين من أراضيها الذين تؤويهم وتستخدمهم كرأس حربة ضد أوطانهم. مشيرا إلى أن سيرة بريطانيا في الانتصار لإيران ودعمها هو دعم للتوسع والتمدد الإيراني الذي يجري بإراقة الدماء العربية. ووصف البرلماني المصري محمد أنور السادات رئيس حزب البناء والتنمية، عداء الإعلام البريطاني للمملكة بالحمق والغباء السياسي، والذي لن يخسر فيه سوي بريطانيا. وقال السادات إن المملكة تحارب بكل ما أوتيت من قوة الإرهاب الذي يقع على أراضيها وفي المنطقة العربية، مثل مصر تماما، وأن القانون الدولي والإنساني أعطاها الحق في اتخاذ كل ما يلزم من أدوات لاستئصال شأفة الإرهاب، ومن ثم فإن انتقاد المملكة أو مصر أو أي دولة عربية في تنفيذ القصاص من الإرهابين هو تدخل في الشؤون الداخلية لهذه البلاد، ولا يمكن السماح به.