شكل المصير الغامض لعدد من الشباب الأحوازيين الذين اختطفتهم عناصر المخابرات الفارسية منذ الثلاثاء الماضي، قلقا لأسرهم التي دعت كافة المنظمات الحقوقية لإنقاذ فلذات أكبادهم من بطش النظام القاتل. وأكد عدد من الأسر أنهم لا يعرفون أي تفاصيل عن أبنائهم، فيما المخابرات الإيرانية تمتنع عن إعطاء أي معلومات بشأنهم، مما يزيد الأمر تعقيدا، خاصة أنهم مقتنعون أن النظام الإيراني سيعرضهم لتعذيب جسدي ونفسي وسوء معاملة وأساليب وحشية. وحسب المصادر، فإن المخابرات الفارسية داهمت عدة منازل في حي الثورة الواقع في الأحواز العاصمة، واعتقلت عددا من الشباب، نشرت أسماؤهم على موقع «أحوازنا» الإعلامي، وهم سجاد جاسب الشرهاني، محمد حسن الجلداوي وعماد ناصر بيانات. وأكد الموقع، أن هذه الاعتقالات جاءت بعدما شهدت الأحواز المحتلة في الأيام الأخيرة حالة من الفرح والابتهاج إثر قطع المملكة وعدد من الدول العربية علاقاتها مع الدولة الفارسية، وتجلت هذه الاحتفالات بإطلاق أعيرة نارية وتجمعات عربية في بعض أحياء مدينة الأحواز، مما أثار حفيظة سلطات الاحتلال الفارسي ودفعها لكي تتعامل بوحشية مع الشعب الأحوازي. وناشدت عوائل الأسرى، المنظمات الدولية وخاصة المعنية بحقوق الإنسان بالتدخل من أجل الضغط على الدولة الفارسية حتى تكشف عن مصير أبنائهم وتفرج عنهم، كما حث نشطاء في حقوق الإنسان المنظمات الحقوقية من بينها المنظمات الأحوازية كي تتدخل وتهتم بملف الأسرى أكثر من الوقت الراهن. ولفت الزميل فايز بن رحيم الكعبي عضو المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز في العاصمة النمساوية (فيينا) على ضرورة إيصال صوت الأحوازيين للعالم ورفع الظلم الذي يتعرضون له. وقال ناجي عبود الأحوازي عضو حركة النضال العربي لتحرير الأحواز ل«عكاظ»، إن قصص الاعتقالات من النظام الإيراني ضد الاحواز مستمرة، والاعتقالات العشوائية تزداد بين الفينة والأخرى وتتزامن مع الأحداث التي تمر بها المنطقة، فعندما ارتدى أبناء شعبنا الأحوازي زيهم العربي، واستقبلوا وهتفوا بشعارات مؤيدة لفريق الهلال السعودي الذي زار الأحواز لخوض مباراته ضد فريق فولاذ الأحوازي، أدى ذلك إلى نفور أمني، وشنت على إثره حكومة الاحتلال الفارسي حملة اعتقالات عشوائية طالت العشرات من المشجعين المتواجدين في ملعب (الغدير) لكرة القدم، ولم تمض فترة حتى أتت (عاصفة الحزم)، حيث عمت الفرحة الشارع الأحوازي بأسره بالموقف البطولي الذي يتغنى ويتفاخر به كل عربي أحوازي في كل محفل وتجمع، مما أثار جنون دولة الاحتلال الفارسي والتي شنت اعتقالات واسعة طالت العشرات من أبناء شعبنا الأحوازي، ومن بين المعتقلين الشاعر «أحمد سبهان» الذي أنشد أهازيج مؤيدة ل (عاصفة الحزم) والملك سلمان بن عبدالعزيز، على خطوته المباركة التي قصمت ظهر الفرس المجوس وأحبطت مخططاتهم الخبيثة. واعتبر ما نراه اليوم من انتهاكات واعتقالات وآخرها التي كانت الثلاثاء الخامس من يناير الحالي، ما هي إلا ردة فعل تدلل على قلق الدولة الفارسية من توحيد الصف العربي والإسلامي وتمسك أهل الأحواز بعروبتهم وتأييدهم للمملكة وبلداننا العربية الأخرى.