رغم أن زيارة سمو الأمير محمد بن سلمان، لإسلام أباد قصيرة في زمنها، إلا أنها كانت عميقة في نتائجها، وإستراتيجية في مضامينها، من جهة تضييق الخناق على الإرهاب، ولجمه سواء من خلال التنسيق الثنائي الأمني والاستخباراتي، أو عبر تأكيد مشاركة الباكستان في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب ووضع تجربتها لمحاربة التطرف في المناطق الجبلية رهن إشارة التحالف، ووأد المشروع الفارسي الطائفي سواء في المنطقة العربية أو في جنوب آسيا وخاصة في الباكستان. وتشير المعلومات التي تحصلت عليها «عكاظ» المؤكدة إلى أن السفير الإيراني في إسلام أباد مهدي هونير دوست، قام طوال الأسبابيع الماضية بزيارات مكوكية لعدد من السفراء المعتمدين في إسلام أباد، الأعضاء في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب الذي أعلنته السعودية، حيث زعم دوست أن هذا التحالف ليس مشكلا لمكافحة الإرهاب، بل ضد إيران. وأفصحت المصادر أنه لوحظ أن حراك السفير الإيراني داخل المنتديات الباكستانية والمنظمات غير الحكومية في حالة ازدياد، منذ اقتحام البعثاث الدبلوماسية في إيران، وقطع الرياض علاقتها مع طهران حيث قامت إيران حاليا بحشد عملائها في الداخل الباكستاني لتأجيج الشارع الباكستاني لمواجهات طائفية بين السنة والشيعة بهدف الاستفادة من الأزمة بين السعودية وإيران والضغط على الحكومة الباكستانية بعدم اتخاذ قرار لدعم المملكة. لقد ضخت إيران مئات الآلاف من الدولارات والتي تم توزيعها على زعماء الشيعة والعلماء والمأجورين في الإعلام والكتاب والقنوات الباكستانية وتحديدا في قناة (Ary) المعروفة بعدائها للمملكة واستضافتها للكتاب والمعلقين المعادين للمملكة والسعي لتخريب العلاقات السعودية الباكستانية. كما ارتبط السفير دوست مع بعض الأحزاب الباكستانية وقام بالترتيب معها (حزب الشعب الباكستاني الذي يرأسه آصف زرداري المعروف بولائه للشيعة)، وبعض القيادات السياسة الباكستانية لبدء حملة ضد المملكة والاستفادة القصوى من الأزمة السعودية الإيرانية لتأليب الشارع ضد الحكومة حيث يتأهب حزب الشعب للمناقشات في البرلمان للضغط على الحكومة. المراقبون أكدوا أن هدف إيران من هذه المحاولات هو الضغط على حكومة نواز شريف حيث تستخدم إيران الورقة الشيعية الداخلية في الباكستان لتحريك الشارع وتأجيج الفتنة الطائفية، كما حدث خلال الأزمة اليمنية والسعي الحثيث لطرح التفاعلات بين الرياضوطهران في البرلمان، لكي يتسنى للأحزاب المدعومة من إيران والقيادات المدفوعة القيمة من طهران، الدخول في المماحكات والتجاذب السياسي وانتقاد المملكة وسياسات حكومة شريف، ولكي تكون هذه التجاذبات محل اهتمام الإعلام الباكستاني المدعوم من طهران. يجدر ذكره أن طهران تمتلك أدواتها في المسرح السياسي الباكستاني وتعتبر لاعبة في التخريب وتأجيج الفتنة الطائفية عبر استخدام المال السياسي، خاصة أن هناك شخصيات شيعية ذات تأثير قوي في الشارع الباكستاني وتستطيع تحريكه في الوقت الذي تشاء، حيث يلعب المال السياسي القادم من إيران دورا كبيرا في هذا التأثير على الأرض. زيارة الأمير محمد بن سلمان لباكستان أرست قواعد الشراكة ولجمت الإرهاب ووأدت المشروع الطائفي.