الدكتور كمال حبيب الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية ينقلنا إلى منعطف هام في علاقة الإخوان بالجماعة، قائلا: في عهد علي خامنئي الذي أصبح مرشدا في مرحلة ما بعد وفاة الخميني، أصبحت نظريات قطب تدرس في مدارس الإعداد العقائدي للحرس الثوري الإيراني، كما برز نفوذ لمرجعيات دينية مثل آية الله مصباح يزدي، وهو الأستاذ الروحي لأحمدي نجاد، الذي لا يخفي إعجابه بسيد قطب وتأثره به، مشيرا إلى أن خامنئي قام بنفسه بترجمة كتابين ل «سيد قطب» إلى اللغة الفارسية عام 1979، وترجم الإخوان بالمثل كتاب ولاية الفقيه للخميني إلى العربية. وأوضح حبيب أنه بعد تولي محمد مرسي الحكم في مصر زار إيران، بعد انقطاع العلاقات بين البلدين، وكان يسعى الإخوان لتحالف مشترك بين البلدين، وهو ما ظهر في زيارة نجاد إلى القاهرة، لكن ثورة 30 يونيو أنهت على حلم الإخوان وإيران، الذين تتجاوز مساحة الاتفاق بينهما مساحة الاختلاف، بل إن مرسي ضم بين رجاله داخل قصر الاتحادية، محمد رفاعة الطهطاوي المسجون حاليا، والذي كان يعتبر المبعوث السري لمرسي إلى نظام الملالي، لافتا إلى أن إيران وجماعة الإخوان هم من يحاولون خلق المزيد من التوترات الداخلية في بعض الدول العربية، والسعي نحو نشر الفوضى باعتبار ذلك سلاحا إيرانيا هاما لتحقيق أهدافها السياسية. وقال الدكتور أحمد بان المتخصص في الشؤون الإسلامية إن الإخوان تصطاد في الماء العكر وتعمل حاليا على دعم «طهران»، موضحا أن جماعة الإخوان حاليا في حالة تشتت وانقسامات داخلية ورأيها لا يفيد أحدا نتيجة الانشقاقات التي تمر بها، وقال إن الإخوان الآن ليس لها هيئة لكي تعبر عن موقفها الرسمي، مشيرا إلى أن هناك جناحا داخل الإخوان وعلى رأسه يوسف ندا يتقارب مع شيعة إيران.