تجذب رائحة البحر التي تعم أرجاء الصحراء زوار مهرجان ربيع بريدة 37، حيث يعد «جناح الساحل الغربي» الذي يشارك في تفعيله عدد من حرفيي المنطقة الغربية، المتخصصين في أعمال صناعة السفن، وطرق الصيد البحري، والغوص، وغيرها من مظاهر الحياة الساحلية، من الأجنحة الملفتة للأنظار، التي تعكس مفهوما متقدما لمعنى السياحة المحلية. زوار المهرجان الذي انطلق أول أمس، باتوا يعيشون حالة من التمازج الجغرافي والبيئي بين حياة البحر ومثيلتها في الصحراء، لتصبح تلك المفارقة مثار الحديث والاهتمام. عبدالعزيز الحلواني أحد الحرفيين العاملين في جناح الساحل الغربي حكى قصة تلك المفارقة التي نقلت ساحل المنطقة الغربية إلى قلب «صحراء نجد» وكيف أصبحت تلك التوليفة إحدى أولويات المشاهدة والرؤية لكل زوار المهرجان، مضيفا أن الجناح يعمل فيه أكثر من 7 حرفيين، احترفوا مهنة صناع السفن، والصيد البحري، متوزعين ما بين حرفيي المخادج والأشورة، وحرفيي السفن الشراعية، وحرفيي النواظير البحرية، وحرفيي الصخاوي والمهالك، وحرفيي توليف الحجر، وجميعها مهام وحرف تتعلق بالبحر والغوص، وطرق صيد السمك، ولوازم وحاجيات النزول إلى البحر. وذكر الحلواني أن الجناح يضم في أروقته متحفا بحريا، يشتمل على أدوات الصيد، وبعض المقتنيات القديمة، التي لا يستغني عنها راكب البحر، وممتهن صيد الأسماك، بوصفها متعلقات مهمة وملامسة لطبيعة تلك المهنة، مثل «البروسي والسكان والشلمان والدقل»، وهي بعض الآليات والمعدات المتعلقة بهيكل السفينة أو قارب الصيد. المدير التنفيذي لمهرجان ربيع بريدة 37 عبدالعزيز المهوس، أكد أن مشاركة عدد من الحرفيين من المنطقة الغربية في فعاليات مهرجان ربيع بريدة، كانت هدفا مهما سعى المنظمون لتحقيقه وتجسيده على الواقع، إيمانا بالأثر الوطني النبيل الذي يحققه مثل هذا الانصهار والتمازج بين مجتمعات وبيئات الوطن، من شمالها لجنوبها، ومن شرقها لغربها، كي تظهر تلك التوليفة الوطنية المتنوعة والمتعددة بالمظهر الذي يليق، مشيرا إلى أن أهداف المهرجانات الوطنية تجسيد البيئات الجغرافية المتنوعة والمختلفة، ودمجها مع غيرها في عدد من المناطق، لتتعزز مفاهيم الوحدة الوطنية، وتتكامل القواسم والجوامع التي تحمي المجتمع المحلي من التزعزع أو الضعف.