إيران من الثورة إلى العهد الحاضر لم تصل إلى مستوى الدولة.. وتدار الأمور فيها بعقلية تنظيم قومي فارسي مجوسي.. وما يؤكد على ذلك أن الثورة الإيرانية وحتى الآن لم تحقق للمواطن الاحتياجات الأساسية بل وصلت به إلى أدنى مستوى من الحريات والتنمية ودأبت على استخدام الدين للوصول إلى أهدافها.. وطبيعة هذا المنهج أنه قائم على الكهنوتية والطاعة العمياء ويعتمد على التحالف مع الأنظمة الدموية التخريبية لتخريب بلاد المسلمين مثل النظام الأسدي وغيره من الأنظمة العميلة والأحزاب المنضوية تحت سلطة الملالي. والمراقب للأحداث المتسارعة في المنطقة يدرك أن طهران وضعت المملكة العربية السعودية في أولوية الأهداف التي تحاول النيل من أمنها واستقرارها، لأنها تمثل العمود الفقري للأمة الإسلامية ولذلك تستميت وجميع الأنظمة والتنظيمات التابعة لها على تشويه سمعة المملكة وحكامها في محاولة بائسة لإشاعة حقد المسلمين عليها، وإلا لماذا لم يثر الثائرون على ما يرتكب في إيران وفي سوريا واليمن والعراق من فظائع دموية وجرائم ضد الإنسانية؟ وما يقوم به نظام الملالي من بداية الثورة إلى الآن من تحريض صريح وواضح على العنف والتدخل في شؤون الغير ودعم الميليشيات المتطرفة وزرع الفتنة هنا وهناك بشكل مباشر عبر جيوش نظامية مثل قوات الأسد وفصائل من جيوش مجاورة عميلة وفيلق القدسالإيراني، بل ثارت حفيظتهم على حكم قضائي ودولة تطبق أنظمتها وقوانينها الشرعية على مواطن انحرف عن جادة الصواب، وعمل على شق الصفوف وزرع الفتنة وإثارة الأحقاد، وكيف اختلف مفهوم العدل وحدوده عندهم أمام هذه الحالة؟ أفعال متطرفة وتصريحات متشنجة وردود فعل اتجهت إلى إرهاب الآمنين وخرق الأعراف والمواثيق الدولية قام بها عملاء التنظيم الإيراني، وهل من أحد تحدث عن عدد حالات الإعدام في إيران في عام 2015 فقط.. وهل أحصينا عدد المقتولين في سجون الأسد.. في أسبوع وهل قال لنا أحدهم كم عدد ضحايا التعذيب في معتقلات حزب الله اللبناني؟ سياسة تنظيم وليست سياسة دولة قائمة ويحكمها رئيس، بل حفنة من الملالي وأصحاب العمائم يحكمون هذا التنظيم من المرجعية في قم.. تنظيم قائم على التحريض وصناعة الفكر الحاضن للإرهاب ويعمل على تجنيد الجماعات المتطرفة وإثارة الفتن والأحقاد.. وتوفير الدعم اللوجستي لأذرعته التي يرسلها إلى بؤر يواصل تغذيتها بعقائده المشبوهة. ويدرك الجميع أن المد الصفوي وخطره الكبير، فشل مرارا في اختراق النسيج السعودي على الرغم من المحاولات المتعددة في تجييش عملائه وزبانيته، فهل وصلت الرسالة وتعرف الصامتون ومن ينادون بإشراك إيران في محاولات محاربة الإرهاب أنها رأس الأفعى.. ولا يمكن الوثوق بها لأنها تحترف المراوغة والخداع ويحكمها ملالي متطرفون.. تحت مسمى حكومة معتدلة.