أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير على أهمية الدور المحوري للمملكة العربية السعودية في إطار التحالف الدولي لمحاربة إرهاب داعش، مشيرا إلى أن أوروبا بحاجة إلى التعاون مع الدول الإسلامية، الأمر الذي يجعل دور الحكومة السعودية رئيسيا في هذا الصدد، ورحب بتكاتف الدول الإسلامية في تحالف مشترك لمحاربة الإرهاب. وقال الوزير الألماني في حوار أدلى به لصحيفة هامبورجر أبند بلاط الألمانية المسائية واسعة الانتشار أن بلاده وشركاءها متفقون على أن التنظيم الإرهابي داعش يشكل خطورة كبيرة ما يتطلب التغاضي عن تفاوت وجهات النظر بين الدول والمشاركة سويا في محاربة هذا التنظيم. واستطرد شتاينماير حول إمكانية محاربة الإرهاب وهل الخيار العسكري قد يكون أفضل رأى شتاينماير أن الاعتماد على الخيار العسكري هو أمر خطأ، مشيرا إلى أن محاربة الإرهاب بحاجة إلى إستراتيجية تعتمد على أسس سياسية واقتصادية واجتماعية تمكن من سحب البساط من تحت أقدام الإرهاب، وطالب بسرعة استئناف إعادة إعمار المناطق التي تم الاستيلاء عليها من قبضة الإرهابيين، ملفتا إلى أن مشروعات إعادة الإعمار ستسمح ل150 ألف نازح من إقليم سينجار بالعودة إلى منازلهم. أما الجانب السياسي فرآه متفاعلا مع قرار الأممالمتحدة الأخير بوقف إطلاق النار في سوريا والبدء في مرحلة انتقالية سياسية. وحول سؤال يتعلق بدخول إرهابيين من تنظيم داعش بهويات سورية مزورة إلى ألمانيا مع فوجة اللاجئين الأخيرة حذر شتاينماير من الخلط بين اللاجئين والإرهابيين، منوها بأن الإرهابيين الذين قاموا بأعمال إرهابية في باريس أتوا أغلبيتهم من أوروبا، ورأى أن المسؤولية الأوروبية تنطوي الآن على مراقبة الحدود ودعم دور شرطة الحدود الأوروبية «فرونتكس» فضلا عن التعاون مع تركيا في هذا الصدد وتفعيل ما تم الاتفاق عليه بين الأوروبي وأنقرة. وفيما يخص مخاوف المواطنين في ألمانيا من كثرة اللاجئين وظهور التيارات اليمينية المتشددة وما هو رد الأحزاب الحاكمة على هذه الظاهرة أوضح الوزير الألماني أن المواطن الألماني يشعر بمخاوف من كيفية احتواء هذا العدد من اللاجئين واندماجهم في المجتمع لذلك نتعامل مع هذا الملف بكل اهتمام وجدية. لافتا إلى أن هناك خطورة تنم عن الأفكار السلبية واستخدام أزمة اللاجئين لكسب الأصوات باتجاه الأحزاب اليمينية المتطرفة وهو أمر ينبغي التصدي له، مشيرا إلى محاربة هذه الأفكار عبر الإنترنت. وعن عام مضى وعام جديد على الأبواب ما توقعاته.. رأى شتاينماير أنه لا ينبغي أن نفقد الأمل وأنه بنظرة سريعة على عام 2015 فإنه برأيه تم إنجاز الكثير، مشيرا إلى اتفاق فيينا للنووي الإيراني والذي مكن حسب قوله احتواء طموحات إيران النووية ووقف إمكانية التسلح النووي.. واستطرد بالقول إن اتفاق مينسك مكن من وقف الحرب في أوكرانيا وأوضح أنه بالدعم الألماني لقوات البشمركة عبر التدريبات العسكرية مكن ذلك من وقف زحف داعش في العراق، وحول الملف السوري رأى أن هناك أملا في وقف إطلاق النار والبدء في مرحلة انتقالية سياسية وعلى الرغم من ذلك أكد شتاينماير أنه لا ينتظر أمورا مستحيلة ولكنه أكد على ضرورة التواصل والإصرار والتفاني للتوصل إلى حلول تسفر عن حياة أفضل سلميا في عام 2016.