أكد وزير السياحة المصري هشام زعزوع على عمق العلاقات السعودية المصرية، مشيرا إلى أن قضايا المستثمرين السعوديين في مصر تحظى بمتابعة شخصية من الرئيس عبدالفتاح السيسي. ونوه زعزوع في حديثه ل«عكاظ» إلى أن الحكومة المصرية تمنح التأشيرات للجنسيات المرافقة للعائلات السعودية حرصا على تذليل كل العقبات أمام السائح السعودي.. فإلى نص الحوار: كيف ستواجه مصر تراجع القطاع السياحي بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية في سيناء مؤخرا؟ بدأت الحكومة المصرية خطة إنعاش للسياحة قبل أشهر بإطلاق حملة المليون زائر بالمملكة، والتي تستهدف زيادة نسبة السياح السعوديين إلى مصر، كما دشنت وزارة السياحة حملة (#هي_دي_مصر) بهدف تنشيط حركة السياحة الوافدة إلى مصر، من خلال تقديم العديد من البرامج السياحية في شرم الشيخ والغردقة والقاهرة والأقصر وأسوان، وبعروض خاصة تصل إلى 50 دولارا للشخص. هل ستؤثر نتائج تحقيقات سقوط الطائرة الروسية في سيناء على مساعي مصر في تنشيط قطاعها السياحي؟ في تقديري أن هذا الملف يحتاج إلى إدارة أزمة من نوع خاص، وقد أوكلت الحكومة المصرية لشركة مهام التحقيق في الحادث، فالجميع يعي أن معالجة هذه القضايا في المنطقة العربية تختلف عنها في العالم الغربي، فالإعلام الغربي تبنى وجهتي نظر مختلفتين، البعض يشير إلى أن خللا فنيا وراء سقوط الطائرة، فيما تبنى البعض الآخر فكرة تعرض الطائرة لعمل إرهابي أدى إلى سقوطها، إلا أن لجان التحقيق لم تبت في الأمر حتى اللحظة. مازالت مشكلة تأشيرات مرافقي العائلات السعودية تحول دون اتخاذ القرار بالاتجاه إلى مصر.. ما تعليقك؟ بالفعل كانت هناك معوقات في منح بعض الجنسيات المرافقة للعائلات السعودية تأشيرات دخول، إلا أن الحكومة المصرية وضعت تسهيلات كبيرة في هذا الخصوص، وخاصة لمن لديهم إقامة تزيد على 6 أشهر بالمملكة. ما مصير الاستثمارات السعودية العالقة في مصر؟ الحكومة المصرية تبحث وضع تشريعات وقوانين لحماية المستثمرين، كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع وبشكل شخصي مشاكل المستثمرين العرب والسعوديين خاصة، وقد وجه مؤخرا بتشكيل لجنة خاصة في وزارة الاستثمار لمتابعة قضايا المستثمرين، والعمل على حلها بشكل عاجل، مؤكدا حرص الحكومة على تذليل كل العقبات لتمهيد الطريق لاستثمار آمن. هل من دور لمنظمة السياحة العربية في القطاع السياحي المصري؟ السياحة البينية العربية الوافدة إلى مصر للعام 2014 بلغت 16.6 في المائة من سياحة العالم، بمعدل 1.5 مليون سائح عربي، بينهم 400 ألف سائح سعودي، وقد ارتفعت النسبة إلى 17.7 في المائة في العام 2015 بزيادة في حدود 1.1 في المائة، حيث زاد عدد السياح السعوديين إلى 450 ألف سائح، ما ضاعف الليالي السياحية والإشغال الفندقي. هل تقتصر خطة إنعاش السياحة المصرية على الزيارات الترويجية لدول الخليج؟ سيقوم وفد السياحة المصري بزيارة العديد من الدول في المنطقة العربية، بهدف تنشيط حركة السياحة بالإضافة لأوروبا وروسيا، إلا أن زيارتنا للمملكة تكتسب أهمية خاصة، تنبع من قناعاتنا بأنها السوق الأكبر والأكثر أهمية للسياحة المصرية. كيف ترى ضخ الاستثمارات السعودية في المجال السياحي في مصر، وما هي المميزات المقدمة للمستثمرين السعوديين؟ حقيقة لا أملك حاليا أرقاما محددة للاستثمارات السعودية في مصر، إلا أنني أؤكد أنها تصل لمليارات الريالات، وتشمل جميع القطاعات السياحية، لاسيما في مجال الفنادق. كيف يستفيد المواطن السعودي من العروض والتسهيلات المقدمة؟ على السائح السعودي التوجه إلى وكيله السياحي، وسيجد لديه عددا من البرامج والبروشورات التي تتوافق مع إمكاناته، خاصة أن هناك تحالفات بين الفنادق وشركات الطيران لتقديم عروض خاصة ومتميزة على مدار العام إلى كل المدن السياحية في مصر، بدءا من القاهرة ومرورا بشرم الشيخ والغردقة، والأقصر وأسوان، كما أن هيئة تنشيط السياحة ستتولى تغطية منطقة الخليج بالكامل. لا مخاوف من الاستثمار نفى رئيس مجلس الأعمال السعودي المصري الدكتور عبدالله بن محفوظ أي مخاوف من الدخول إلى الأسواق المصرية، مؤكدا ل «عكاظ» أن حجم الاستثمارات السعودية في المنشآت السياحية المصرية يبلغ 10 مليارات دولار، مشيرا إلى أن المملكة شريك إستراتيجي هام لمصر، مثمنا الدعم القوي من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للشقيقة مصر. وأشار بن محفوظ إلى أن قطاع المستثمرين السعوديين ضخ 7 مليارات ريال أي ما يعادل ملياري دولار في عام 2015 في الأسواق المصرية، مؤكدا وجود الاستثمارات السعودية في مصر على أرض الواقع، وبالتالي فمصر آمنة ومؤهلة لاستقبال السائح السعودي بكل كفاءة. وثمن بن محفوظ تحرك وزير السياحة المصري هشام زعزوع لإنعاش سوق السياحة والفندقة المصري، مشيرا إلى أن هناك بعض الاستثمارات السياحية السعودية المعطلة تحتاج إلى تحرك لجنة فض المنازعات بشكل أسرع للانتهاء من قضايا الأصول السعودية المجمدة في مصر.