قرأت في صحيفة عكاظ بالعدد «18009» الصادر بتاريخ يوم الخميس 6 ربيع الأول قول صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة لثلاث أمانات في منطقة مكةالمكرمة: «خططكم ورق فقط»! ومثلي وربما العديد من الكتاب المحترفين يكتبون حتى بحت أصواتهم عبر صحفنا، وقضوا عقودا يكتبون عن الإصلاح في مختلف شؤون الوطن حتى وصلوا إلى مستوى الملل، وظنوا أن المسؤولين لا يقرأون صحفنا، لكن كتابنا لم ييأسوا، ذلك أنهم غيورون على وطنهم ورقيه، وإن استمر بعض المسؤولين في الدولة على تقصيرهم وصمتهم حتى ظن الكتاب أن لا قيمة لما يكتبون، وأن الدولة لا تحاسب المقصرين على تقصيرهم. والصمت وبقاء الحبل على الغارب شيء طبيعي ما دام لا حساب ولا مساءلة والعلل كثر في دواوين الدولة، وأكثر الموظفين حرصا على الوظائف الحكومية لأنها مريحة جدا ولا أحد يحاسبهم على تقصيرهم وغيابهم، ولا حسم من مرتباتهم حين يغيبون بلا أعذار، وهذا المسلك يعطل أعمال وشؤون المواطن وهلم جرا! ولا خوف من الله، ولا ضير عليهم، وليس في قاموس الأكثرية قيمة «للأمانة» التي أبت السموات والأرض والجبال حملها! وحملها الإنسان إنه كان ظلوما لنفسه، وجهولا لعبء الأمانة والتقصير في أدائها كما ينبغي! والمواطن الواعي يحمل الأجهزة المسؤولة أعباء تقصير موظفيها في خدمة المواطن، وإهمال موظفين كثر يتقاضون مرتبات مجزية، لكنهم لا يعبأون بأداء واجباتهم كما ينبغي، وهم في مأمن من المحاسبة والعقاب! إن ما وجهه سمو الأمير خالد الفيصل للأمانات الثلاث في منطقة مكة من اتهام واقعي وتقصير، موقف يعي عبء الأمانة وتبعاتها، وأن تقصير المسؤولين في تلك الأمانات حقيق بالحزم، لأن المسؤولية لا تتجزأ ولا تهمل ولا يعبث بها! والإنسان الضعيف مسكين حين يفرط في أماناته وتقصيره في أدائها، وما أفدح أعباءها! وأن الجهول أكبر الظن أنه لا يعبأ بأخطارها؛ وأن من أبى قبولها من تلك الكائنات الضخام أكثر خوفا رغم فواتها، خوفا من تقصير يؤدي إلى غضب خالقها سبحانه وتعالى.. ولعلي أقول ويقول غيري إن مراكز الخدمات وسواها كلها مسؤوليات تتطلب دقة تعيين من ينهض بها! والأخلاق والقدرات مبادئ أساسية بعيدا عن الوساطة والارتجال! لأن هذه الصفات لا تفضي إلا إلى ما يشبه سوء الاختيار!.