«العين بحر».. جملة حولها الشباب إلى منطلق في عالم «الغزل»، يطلقون من خلالها العنان لنظراتهم حول الفتيات في المولات والأماكن العامة دون قيود، لكن تلك الجملة تتحول إلى قضية تحرش تنتهي بالمحاكم في دول الابتعاث. فالطلاب المبتعثون يصدمون بأنظمة تختلف عن التقاليد التي اعتادوا عليها في السعودية، فقد يتورط بعضهم لمجرد كلمة أطلقها دون اكتراث، أو نظرة بلغت حد التحديق أوقعته في قضية تحرش جنسي، لينتهي مفهوم «العين بحر»، وتصبح اللفتات والهمسات محسوبة على الشباب في الغربة. وتعتبر قضايا التحرش الجنسي بأنواعها ابتداء من التحرش اللفظي، إلى الاغتصاب من أكثر الجرائم التي يتورط فيها المبتعثون الذكور بجانب قضايا القيادة تحت تأثير المسكرات وارتكاب المخالفات المرورية بأنواعها. وسجلت عدد من الولاياتالأمريكية تورط طلبة سعوديين في حالات تحرش واغتصاب، وعنف جسدي تجاه النساء أو الأطفال القصر. وتطبق الولاياتالأمريكية باختلاف قوانينها أحكاما صارمة على المتحرشين تصل للمؤبد تجاه قضايا الإيذاء الجنسي أو المقدمات المفضية إليه مثل التغرير بالقصر أو إطلاق النكت الجنسية، أو الإشارات الجسدية التي تحمل دلالة جنسية، أو إرسال محتويات جنسية عبر وسائل التواصل أو لمس وتحسس جسد الطرف الآخر دون رغبة أو موافقة صريحة من الطرف الآخر. وسردت عدد من الصحف والقنوات التلفزيونية الأمريكية قصصا مختلفة بصور لطلاب سعوديين في «أوكلاهوما»، «بوسطن»، «ميزوري»، «يوتا» و«كاليفورنيا» وغيرها من الولايات والذين ألقي القبض عليهم بعد اتهامات مباشرة لهم من سيدات، وفتيات بالتحرش بهم. ماجد المرواني المبتعث في الولاياتالمتحدة تحدث كثيرا عن معاناة الشباب السعوديين في التعامل العام مع المرأة في كثير من الولايات، وتأثير الجهل بالأنظمة على الطلاب، فالعادات والتقاليد تختلف وخاصة في نظام التحرش، «تزايد نسبة التحرش الجنسي في الولاياتالمتحدة دفع بكثير من الجامعات الأمريكية إلى إلزام الطلاب الدارسين فيها بحضور محاضرات توعوية ودورات واختبارات إلزامية عن التحرش الجنسي وخاصة للطلاب الدوليين بما فيهم السعوديون».