نوه الدكتور عبدالعزيز العريعر عضو مجلس الشورى السابق والخبير الاقتصادي بأهمية الصندوق السيادي «سنابل» الذي تأسس برأسمال 20 مليار ريال، ودوره الكبير في تأمين الاستقرار المالي والاقتصادي للدولة. وقال العريعر إن إنشاء «صندوق سنابل» يعد خطوة هامة وإيجابية لضمان توفير عائدات وإيرادات سيادية يمكن أن تعوض تراجع إيرادات الدولة نتيجة هبوط أسعار البترول. لكن الدكتور العريعر أكد على أن الحاجة تتطلب ضخ المزيد من رأس المال في الصندوق لتدعيم عملياته، من خلال احتياطات الدولة ويتم استثمارها مع أهمية إدارة أصول الصندوق باحترافية ومسؤولية ومشاركة مزدوجة مع القطاع الخاص، ما يعطي تنوعا في الخبرات، إلى جانب أهمية خضوع الصندوق للمتابعة والإشراف والتدقيق لميزانيته، وأن يتم إعلان استثماراته، ما يجعله رافدا كبيرا للميزانية، وفق نتائجه وسياسته الصارمة. وأشار إلى أن للصندوق العديد من الإيجابيات تتركز في كونه منفصلا عن وزارة المالية ومؤسسة النقد، بحيث لا يتم الأخذ من احتياطاته دون مبررات كافية، على أن يترك لوزارة المالية بالنسبة للميزانية ألا تلجأ إلى موارد أخرى، ما يجعل المحاسبة له أكثر ضمانا. وقال إن إيجاد ذمة مالية وإدارة مستقلة دون بيروقراطية يؤدي إلى تزايد وتعاظم الدخل، وهو ما يتطلب إدارة احترافية وأن تكون استثماراته محصنة من أي تضارب في الصلاحيات. وأوضح العريعر أن الصندوق السيادي يؤخذ من أرباحه، وليس من رأس ماله، عند الحاجة، وفق نظام محدد يقنن دخله واستثماراته ونوعيتها ومدتها وكيفية التصرف بالدخل المتحقق ونسبة ما يذهب للميزانية، ونسبة ما يعاد استثماره. وأضاف أن تجارب الصناديق السيادية التي قامت بها الدول الأخرى تعتبر ناجحة لتقليل المخاطر، باعتبار الصندوق رافدا للميزانية. ودلل العريعر بالنرويج التي لديها صندوق سيادي منذ إنتاج البترول، ولديها اعتقاد راسخ بالنظرية الاقتصادية (المرض الهولندي) التي ترى أن الموارد الريعية مثل النفظ والذهب لا تدخل الاقتصاد لتأثيرها على الإنتاجية، وتوجد الاتكالية، كونها موارد قابلة للنضوب، ما يتطلب عزل هذه المبالغ، والأخذ من الأرباح بنسب معينة. ويرى الدكتور مجدي حريري عضو مجلس الشورى السابق والخبير الاقتصادي أن فكرة الصندوق السيادي تتمثل في استدامة وحماية ثروات الدولة، وتعظيم وتنويع الإيرادات لكل ما يفيض عن حاجة الميزانية من عوائد وأموال تصدير النفط الذي لن يدوم مدى الحياة. وفي هذه الأيام نعيش حالة ركود وانخفاض في أسعار النفط، وإذا أضفنا إليها تكاليف الحروب ومكافحة الإرهاب الباهظة ندرك أهمية هذه الصناديق بصورة قطعية. ويؤكد د.حريري أنه من أجل تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي لا بد من إعادة النظر في حجم صندوق «سنابل» وفي حسن استثماره، بما يحقق عوائد مرتفعة مع مراعاة تنويع وتوزيع المخاطر، بالنسبة لأنواع ومجالات الاستثمار، وكذلك التوزيع الجغرافي لها.