تطوير تكنولوجيا الطاقة الشمسية النظيفة بأسعار معقولة له فوائد جمة على المدى الطويل، مما سيزيد من مخزون الطاقة من خلال الاعتماد على موارد محلية لا تنضب تعزز الاستمرارية وتحد من التلوث وتخفض من تكاليف الحد من آثار تغير المناخ.. فالقدرة الهائلة للطاقة الشمسية بإمكانها أن تكون أكثر من مجرد مصدر مكمل للوقود الأحفوري والطاقة النووية. فرغم أن الدراسات أكدت أنه يمكن لأوروبا تحقيق جميع احتياجاتها من الطاقة من خلال التقاط 0.3% فقط من أشعة الشمس الساقطة على الصحراء الكبرى وصحراء الشرق الأوسط، إلا أن أصحاب المواقع الغنية بتلك الأشعة لاتزال بعيدة عن تكوين الفكرة على أرض الواقع.. هذا في ظل أن تكاليف الطاقة الشمسية الآن أقل من تكاليف إنتاج الطاقة النووية، فلا يوجد لدى دول العالم الكثير من الأعذار لعدم تطوير موارد الطاقة الشمسية لديهم. ونقدر الوعي الكبير لدى بلادنا، حيث نجحت المملكة في تحقيق تقدم ملحوظ في مؤشر الطاقة الشمسية العالمي، وقفزت مركزين في قائمة هذا المؤشر، حيث تقدمت إلى المرتبة الثانية عشرة، يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه البلاد إلى تصدير الطاقة الشمسية إلى أوروبا خلال السنوات العشر المقبلة، فقد خصصت السعودية مبلغ 108 مليارات دولار كميزانية استثمار لتحقيق هدفها لإطلاق مشاريع عملاقة يتوقع أن تنتج كميات ضخمة من الكهرباء عبر الطاقة الشمسية وأنه بحلول عام 2030 تأمل المملكة في توليد ثلث احتياجها من الطاقة المحلية باستخدام الطاقة المتجددة. ولقد وضعت الحكومة الألمانية هدفا طموحا يتمثل في الوصول إلى إنتاج يبلغ 66 غيغاواط من الطاقة الكهروضوئية بحلول عام 2030، وهي حاليا تتجاوز هدفها المطلوب لهذه السنة، وتخطط أيضا لأن تحصل على 25% من احتياجاتها من الكهرباء من الطاقة الشمسية بحلول عام 2050.. وفي الوقت الذي وصلت فيه «إيطاليا» إلى أربعة أضعاف إنتاجها السابق للطاقة الشمسية، فقد حددت لنفسها معايير عالية المستوى للمستقبل.. إلا أن «اليابان» وضعت بعض الأهداف الطموحة لإنتاج 28 غيغاواط بحلول عام 2020 و53 غيغاواط بحلول 2030 وعملت على بناء معظم المنازل الجديدة بشكل يدعم الطاقة الشمسية. فيما يتوقع أن تتمكن الطاقة الشمسية من إنتاج 10% من حاجات الولاياتالمتحدة من الكهرباء بحلول عام 2025، وفقا لبعض التقديرات، وعليه مررت كاليفورنيا تشريعات تنص على أن جميع المرافق يجب أن تحصل على 33% من طاقتها من الطاقة الشمسية المتجددة بحلول عام 2021.. وعلى الرغم من أن الصين تصدر تكنولوجيا طاقة شمسية أكثر مما تستخدم، إلا أنها وضعت هدفا طموحا، إذ تخطط أن تنتج 20-30 ميغاواط محليا بحلول عام 2020. الآمال المعقودة اليوم على جهود رجالنا المخلصين لإنجاز الحل البديل «الطاقة الشمسية» لنتمكن من تقليل الهدر الكبير للطاقة في إنتاج الكهرباء وتحلية المياه، من خلال استغلال التقنيات الحديثة الذي بدأت فيه المملكة باتخاذ العديد من الحول التي سيجني ثمارها المجتمع خلال السنوات المقبلة.