خاض عابرون للطرق البرية السريعة تجارب صعبة ومريرة خلال رحلاتهم بين مدن المنطقة الشرقية. ويقول عيد الصعفق -أحد هؤلاء- إنه يحرص على عدم المبيت أو التوقف في أي من المحطات الخلوية مستمرا في رحلته حتى يستريح في نزل نظيف داخل المدن. مسترجعا ذكريات لا تنسى مع استراحات الشراشف المتسخة والأغطية الملوثة والأسرّة المحطمة. وزاد: إن بعض الاستراحات والموتيلات على الطرق لا تستبدل أغطيتها لأكثر من عامين، أما مطاعمها فالحديث عنها يطول في صلاحية ما تقدمه من وجبات وأطعمة بعد أن ضمن العاملون فيها غياب جهات الرقابة وصمتها عن مراجعة الجودة واشتراطات النظافة وغيرها. معضدا رأي وتجربة عيد الصعفق، يتساءل حمد الخالدي عن دواعي إهمال النظافة في تلك المرافق، مضيفا إن كثيرا من العابرين يخرجون إلى الخلاء بسبب قذارة دورات المياه وروائحها غير المستحبة. وعلى ذات النسق تساءل عابر طريق آخر عن المدى الزمني لتنفيذ اشتراطات هذه المرافق الحيوية الهامة، وقال إن تجربته الشخصية وتجارب آخرين مع المحطات البرية مريرة وصعبة، دورات مياه غير صالحة، ومفارش مساجد لا تصح عليها الصلاة، ومطاعم متسخة الأواني، ولا أحد يعرف ماذا يطبخ الطهاة في الغرف المنزوية! ويزيد طول طرق عسير إلى جدة ومكة على 700 كيلومتر، وللرياض على 1000 كليومتر.. وعلى ذات المسافة الطويلة يتحدث العابرون عن عثرات وخروقات في خدمتي التموين والاستراحة، إذ تزيد من وعثاء السفر ومشاقه كما يقول عبدالرحمن القحطاني أحد المتقاعدين من وزارة الشؤون البلدية في أبها، الذي يزيد مقترحا ضرورة إعادة النظر في طريقة ومنهج تشغيل المحطات والاستراحات وفرض رقابة صارمة عليها بواسطة فرق هيئة السياحة والبلديات. من جهة أخرى، رصدت «عكاظ» وجود محطات وقود تقع على طريق (الطائف - الرياض) السريع لاتزال مهجورة وتشوه المنظر العام للطريق، ولم يطرأ عليها أي أدوات للتطوير أو حتى للتحسين الجمالي. ويقول محمد الذيابي (أحد قاطني الطائف): إن قرار وزارة الشؤون البلدية والقروية صائب جدا في هذا الجانب، مستدركا «لابد من متابعة من الجهات المسؤولة عن المحطات والاستراحات الواقعة على الطرق السريعة؛ لأنها الواجهة التي تعكس الصورة عن هذا البلد ومع صدور هذا القرار نرى التوجه السريع من أصحاب محطات الوقود والاستراحات بعمل الديكورات والواجهات الجميلة.. إلا أن هناك محطات لاتزال مهجورة ومرتعا للطيور والحيوانات».