أكد مبدعون مقربون من الأديب الراحل إدوار الخراط، أنه كان أحد المؤسسين لتيار «الحداثة» في الكتابة العربية، وظل يمثل وثبة مضادة لتأكيد قيم الكتابة الجديدة، وتبني المبدعين بتقديمهم للكتابة عنهم، كما يوضح الروائي سعيد الكفراوي، الذي أكد أن الخراط أبدع في كتاباته الروائية والشعرية، وترجماته للعديد من الكتب الأجنبية، وممارسته النقد الأدبي، فكان وراء حركات الأدب الجديدة، مثل: الكتابة عبر النوعية والقصيدة والقصة. أما الناقد شعبان يوسف، فأوضح في بيان لورشة «الزيتونة» الإبداعية، أن مجموعة قصصية للخراط «حيطان عالية» عام 1959م كانت بداية لتيار الحداثة في السرد المصري والعربي، مبينا أن ثقافة الخراط في الأدب العربي القديم، وقرأ الأدب العالمي بجدية شديدة وملحوظة، مما ترك أثرا بالغا في كتاباته وسرده. من جانبه، قال الروائي صبحي موسى: إن الخراط طرح ملمحا مختلفا تمثل فيما يمكن تسميته بالكتابة الصوفية، الكتابة الباحثة في العوالم الداخلية للروح، حتى أننا لم نكد نرى تطورا للمشهد لديه بقدر ما كنا نجد تحسسا للمسارات التي تسحب الروح من خلالها، مبينا أن الخراط هو الكاتب الأبرز في الجيل الذي جاء بعد نجيب محفوظ، قدم طرحا إبداعيا لا أعتقد أن الكثيرين ساروا على دربه فيه، لكن الجميع لم يغفله، الجميع تماس معه من بعيد بدرجات متفاوته، ولم يستطع أن يكون راهب الكتابة الشعرية في الرواية الجديدة كما فعل الخراط.