اختتمت مساء أمس في العاصمة الروسية موسكو أعمال الدورة الرابعة للجنة الحكومية السعودية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني التي استضافتها روسيا، وأكد الجانبان على أهمية النهوض بمستوى التبادل التجاري والاقتصادي والتعاون الاستثماري الذي لا يرقى إلى ما يمتلكه البلدان من إمكانيات كبيرة، ورأس وفد المملكة العربية السعودية في الاجتماع محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان ومن الجانب الروسي وزير الطاقة الكسندر نوفاك بحضور وفدي البلدين. وتم خلال اختتام اللجنة المحضر النهائي لأعمال الدورة الحالية بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى موسكو عبدالرحمن الرسي حيث تم توقيع عدة اتفاقيات للتعاون بين ممثلي قطاعي الأعمال في البلدين ومحضر اجتماع مجلس الأعمال السعودي الروسي الذي عقد خلال فعاليات زيارة الوفد السعودي. وقال محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان إن المباحثات التي أجريت مع القادة الروس والفعاليات التي نظمت على هامش الزيارة أثمرت عن العديد من الاتفاقيات لتعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات، لافتا النظر إلى أن الوفد السعودي الذي يزور موسكو حاليا ممثلا بنحو 25 جهة حكومية ويحمل توجيها من قيادة المملكة بإعطاء كامل الاهتمام لتعزيز التعاون مع روسيا بما يخدم البلدين، ومن المؤمل أن نتوصل إلى آليات عمل يتم من خلالها تفعيل جميع البنود التي يتم التوقيع عليها في المحضر. وعدد الآليات ومن بينها: تشجيع المنظمات والشركات الروسية والسعودية على المشاركة في المعارض الدولية المتخصصة في كلا البلدين وعلى تبادل المعلومات في هذا المجال، وتبادل زيارات الوفود على المستويين الحكومي والقطاع الخاص، وعقد الجلسات والاجتماعات وورش العمل بين الغرف التجارية والصناعية للبلدين وعلى تطوير زيارات لرجال الأعمال للتعرف على الفرص الاستثمارية والتجارية والمالية والصناعية للبلدين، وتحفيز وتشجيع إقامة المشروعات المشتركة في البلدين مع تبادل الخبرة والمعلومات حول الأنظمة التي تحكم أعمال الشركات في مجال التجارة والصناعة والمناطق المتخصصة. وشدد العثمان إن المملكة أكبر اقتصاد في المنطقة، وهي إحدى أسرع الدول نموا في مجموعة العشرين، وبلغ حجم اقتصاد المملكة ما يعادل 746 مليار دولار وبمعدل نمو أسمي خلال العشر سنوات الماضية 0.6 في المائة. وأضاف قائلا: الشركات الأجنبية ومن بينها الشركات الروسية الرائدة نرحب بها كل الترحيب وسيسمح لها بالتملك بنسبة 100% في جميع القطاعات، مع استثناءات بسيطة في بعض القطاعات. ويفتتح العثمان اليوم أعمال منتدى الأعمال السعودي الروسي الذي تنظمه الهيئة بالتعاون مع مجلس الغرف السعودية والمجلس السعودي الروسي المشترك بحضور حكومي عالي المستوى من الجانب الروسي والقطاع الخاص. الجدير بالذكر أن الاستثمارات الروسية المشتركة تتركز بصورة رئيسة على الأنشطة التجارية حيث تبلغ حصة رأس المال السعودي 17 %، والحصة الروسية أكثر من 60 %، بينما تبلغ حصة المستثمرين الأجانب الآخرين 20 %. والاستثمارات الروسية برؤوس أموال روسية 100 % في المملكة العربية السعودية بلغت أكثر من 18 مليون دولار أمريكي، وتتصدر الاستثمارات في الصناعة التحويلية هذه القائمة بقيمة 15.8 مليون دولار أمريكي، وتأتي استثمارات الخدمات بالمرتبة الثانية بفارقٍ بعيد بقيمة 2.5 مليون دولار أمريكي.