وأنا أغرق في الركن البعيد من التأمل حزنا على فاتنة المدائن «جدة» وهي تبتلع الخيبة كلما صافح الغيم جبينها وانتثر من شفتيها المعسولتين طهر المطر. تأملتها عروس كلما حان موعد زفافها لتحتضن الفرح تصفعها الرياح لتجعل من ليلة العرس ليلة عزاء تكشف ستر غيمة حلت على الضمائر محاطة تلك الأرواح المسؤولة بهالة تحجب دون إدراكهم للكم الهائل من الخسائر في الأنفس والممتلكات والسؤال الذي قفز بي من المشاهد الدرامية العالقة في ذهن الشتاء، هو ما لون الإنجاز الذي يشعرون به كلما تبللت ضحكات الأطفال على صوت المطر بحزن الأمهات على فقدهم؟ إلى من يهمه الأمر! نحن نستحق أن نعيش فرحة الشتاء دون أن نرتدي خوذة الخوف ونغلق أبواب الحياة على لون الغيم حتى لا نشعر به في مدينتنا أرجو أن يدشن المسؤول صحوة الضمير لننعم بلوحة عذبة كلما غرّد الشتاء وغيّمة مدينتي الحسناء. إيمان الشاطري