بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، يطلق الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، ملتقى التراث العمراني الوطني بدورته الخامسة، والذي تحتضنه منطقة القصيم خلال الفترة من 18 إلى 21 صفر 1437ه، ويشارك فيه إضافة إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، إمارة منطقة القصيم، وجامعة القصيم، والأمانة، وإدارة التعليم، والغرفة التجارية الصناعية، إضافة إلى مشاركة مؤسسة التراث الخيرية، بعد أن ساهمت الملتقيات السابقة في تأسيس البنية الإدارية والفنية والتشريعية لإدارة التراث العمراني بالمملكة العربية السعودية، من خلال تأسيس مركز التراث العمراني الوطني وصدور نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني. وتأتي الدورة الخامسة لتنقل عمل مركز التراث العمراني الوطني من مرحلة التأسيس إلى مرحلة الاستثمار والتنفيذ إذ أصبح المركز يعمل ضمن شعار «من الاندثار إلى الاستثمار» الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وبناء عليه بدأ مركز التراث بمساعدة الشركاء في التخطيط لمرحلة الاستثمار والانتقال بمواقع التراث إلى الترميم و التشغيل. ويشارف مركز التراث العمراني على الانتهاء من هيكلة بنيته الإدارية بعد أن استقطب خيرة من الخبرات البشرية الوطنية وبدأ العمل الفعلي بالخطة التنفيذية للتراث العمراني التي تمت الموافقة عليها من مجلس إدارة الهيئة في عام 1432 هجري ويغطي الهيكل الإداري لمركز التراث كلا من جانب الحماية والتوعية وجانب الترميم والتشغيل محققا بذلك نموذجا إقليميا ودوليا لإدارة التراث. وأكد الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم أن اختيار الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لمنطقة القصيم لاحتضان الملتقى في نسخته الخامسة، يؤكد على أهمية المنطقة وعمقها الحضاري وما تحتويه من تراث وطني نفخر به، مشيرا إلى أن الملتقى يعد فرصة هامة لإبراز هذا المخزون التراثي الذي تسمو به منطقة القصيم مع بقية مناطق المملكة في وطننا الغالي. لافتا إلى أن ملتقى التراث العمراني يبرز لنا صورة متكاملة عن العمران من حيث العادات والتقاليد الضاربة في أعماق هذا الوطن، كما أنه يسهم وبشكل كبير في المحافظة على المعالم التاريخية والعمل على توظيفها ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا، ويشكل ثروة وطنية كبيرة لا تقل أهمية عن غيرها من ثروات الوطن، وسجلا حيا لتاريخ الوطن المعطاء، وأصبح مجالا للتنمية الاقتصادية، وبات الاهتمام به ضرورة وطنية وحضارية لإبراز هوية المجتمع وعراقة تاريخه، ومصدرا مهما لاستلهام الماضي وعبره ودروسه، واستشعار وحدة المملكة وملحمة تأسيسها، من أجل صياغة الحاضر والمستقبل.