انتهى كابوس تفجيرات تبناه تنظيم داعش الإرهابي أمس بسقوط ما لا يقل عن 129 قتيلا و300 جريحا، بعد ليلة سوداء تخللها رعب في مدينة باريس. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه إن «ما حصل هو عمل حربي.. ارتكبه داعش ودبر من الخارج بتواطؤ داخلي سيسمح التحقيق بإثباتها». منددا إثر خروجه من اجتماع لمجلس الدفاع بمشاركة الوزراء الرئيسيين في حكومته ب«عمل وحشية مطلقة». وأكد أن «فرنسا لن ترحم» مؤكدا «اتخاذ كل التدابير لضمان أمن المواطنين في إطار حال الطوارئ» التي أعلنت خلال الليل مؤكدا أن «قوات الأمن الداخلي والجيش متأهبة بأقصى مستويات قدراتها» و«تم تعزيز كل أجهزة الأمن». معلنا الحداد الوطني لثلاثة أيام من دون أن يحدد متى يبدأ. في غضون ذلك، استنفرت الدول الأوروبية إثر تبني تنظيم داعش العمل الإرهابي ورفعت إسبانيا درجة الاستنفار للمرحلة الرابعة، فيما أخلت سلطات مطار غاتويك بلندن محطة نورث ترمينال إثر «الحادثة» وأعلن المطار على حسابه الرسمي على تويتر «بسبب حادثة تم إخلاء نورث ترمينال كإجراء احترازي». وأضاف أن «موظفين إضافيين يتواجدون في الموقع للاعتناء بالركاب». وقامت وزارة الخارجية في وقت سابق بتحديث توجيهاتها المتعلقة بالسفر للرعايا البريطانيين في فرنسا وحثتهم على «توخي الحذر في الأماكن العامة واتباع نصيحة السلطات المحلية». وفي ألمانيا، قال رئيس مقاطعة بافاريا الألمانية هورست سيهوفر أن هناك «سببا للاعتقاد» بأن رجلا اعتقل الأسبوع الماضي وبحوزته عدد من الأسلحة في جنوبألمانيا على صلة بالمهاجمين الذين قتلوا 128 شخصا على الأقل في باريس. وقال سيهوفر أمام مؤتمر لحزبه إن «هناك سببا للاعتقاد بأن الأمر ربما مرتبط بالاعتداءات». وأكدت شرطة منطقة بافاريا الجنوبية عملية الاعتقال التي حصلت في 5 نوفمبر خلال عملية تفتيش روتينية على الطرق السريعة، قائلة إنه تم العثور على «عدد من الأسلحة الرشاشة والمسدسات والمتفجرات في سيارة المشتبه فيه». ورغم ذلك، لم يؤكد المتحدث باسم الشرطة صلته بالهجمات التي شهدتها العاصمة الفرنسية. وقال المتحدث «لا أستطيع قول ما كان يخطط للقيام به بهذه الأسلحة». وتبنى تنظيم داعش في بيان تداولته حسابات إرهابية على موقع تويتر اعتداءات باريس التي خلفت ما لا يقل عن 128 قتيلا، وأكد أن فرنسا على «رأس قائمة أهدافه». وجاء في البيان «قام ثمانية ملتحفين أحزمة ناسفة وبنادق رشاشة باستهداف مواقع منتخبة بدقة في قلب عاصمة فرنسا، فتزلزلت باريس تحت أقدامهم وضاقت عليهم شوارعها».