تنتظر الجماهير السعودية قاطبة الساعة الخامسة من عصر غد الاثنين لمتابعة اللقاء الذي يجمع منتخبنا الوطني بشقيقه المنتخب الفلسطيني بعد أن حسم الفيفا الأمر بإقامة المباراة في الأردن على ملعب عمان الدولي. منتخبنا يدخل هذا النزال ورصيده النقطي 12 من أربعة لقاءات كسبها أمام فلسطين وتيمور الشرقية وماليزيا والإمارات، ومتصدرا لمجموعته، فيما يملك المنتخب الفلسطيني 5 نقاط محتلا الترتيب الثالث. وتعول الجماهير السعودية على صقورنا الخضر لتحقيق انتصار مطمئن يمكنهم من حسم التأهل لتصفيات كأس العالم وكأس أمم آسيا برغم حساسية ومفصلية هذا اللقاء وأهمية الفوز الاعتباري للمملكة بعد التداعيات التي صاحبت المفاوضات قبل أن يحسم الاتحاد الدولي لكرة القدم جدل مكان المباراة. ويمتلك منتخبنا ترسانة من نجوم الخبرة والحيوية والمهارة والقيمة الفنية داخل المستطيل الأخضر، يتمتعون بكل الإمكانات والقدرات التي تمنحهم الأفضلية إن أحسنوا التعامل مع معطيات المباراة واحترموا خصمهم وتعاطوا مع اللقاء على أنه مصيري، ولعبوا من أجل الفوز وتحقيق النقاط كاملة لتعزيز هذا التفوق، ليصلوا للنقطة ال15 ويضمنوا التأهل بحول الله. وبنظرة متأنية لخطة وطريقة لعب منتخبنا، نجد أنه برغم قصر المدة التي أشرف فيها المدرب الهولندي فان مارفيك على المنتخب، إلا أن الانضباطية حاضرة على عناصر المنتخب ووضوح الشخصية لهوية الأخضر من خلال النهج الخططي والتعامل التكتيكي وتناقل الكرة بين أقدام اللاعبين واستحواذهم على الكرة أطول وقت خلال فترات المباراة، وهذا ما بدا واضحا خلال لقاءي تيمور الشرقية والإمارات.. وفي ذات الوقت ليس هذا المقياس الحقيقي لتأثير التكتيك والنهج الخاص الذي ينوي المدرب مارفيك استيعابه من قبل نجوم المنتخب وهو النهج الهولندي المطور الذي لا يتناغم وينسجم معه اللاعب الخليجي والسعودي على وجه الخصوص. وتعقد الآمال على مدرب المنتخب الهولندي مارفيك لإحداث نقلة في طريقة لعب وتكتيك لاعبي المنتخب وتوظيفهم بما يتناسب وقدراتهم داخل المستطيل لتعود البصمة السعودية ويعود سيد آسيا لسطوته الكروية التي أفل بريقها وغابت عن المحافل الرياضية منذ سنوات عجاف، وكلنا أمل أن يعود الأخضر لسابق عهده سيدا لآسيا. وكلنا ثقة في نجوم منتخبنا والكتيبة الخضراء بقيادة أسامة هوساوي ورفاقه الأشاوس أن يقدموا مباراة تليق بسمعة المملكة ومستوى مقنع يثبت قدراتهم وإمكاناتهم على أرضية ملعب المباراة وتحقيق الفوز هدية بسيطة لقيادتنا الرشيدة التي لم تأل جهدا في سبيل توفير كل الإمكانات والتسهيلات لخدمة الرياضة والشباب في مملكتنا الحبيبة. وهذا اللقاء يعتبر مفصليا ومعنويا يحتاجه كل مواطن سعودي عقب الأحداث التي استبقت هذا اللقاء وما أوضحته نوايا البعض التي كادت أن تغير مسار المباراة لأمور لا تحمد عقباها، ولكن العقلاء حسموا الأمر قبل أن يستفحل، وعليه فإن الفوز بنقاط المباراة والتأهل هو الهدية التي يجب أن يجلبها نجوم المنتخب لجماهيرهم.