أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، أن جميع الدول الممثلة في المنتدى القيادي لفصل الكربون وغيرها توافق على أن تقنية استخلاص الكربون وتخزينه تمثل جزءا بالغ الأهمية من السعي العالمي لخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري. وأفصح المهندس النعيمي خلال كلمة ألقاها في الجلسة الختامية لفعاليات الاجتماع الوزاري السادس للمنتدى القيادي لفصل الكربون في الرياض، الذي يعقد تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود: أن السعودية لديها حقول يستخرج منها البترول بنسبة 50 في المائة، وأخرى بنسبة 70 %، وأن الهدف رفع استخراج البترول لنسبة 70 % من الحقول التي كان يستخرج منها بنسبة 50 %، وذلك بعد حقن الأرض بالكربون، مؤكدا أن المملكة ليست بحاجة ماسة لرفع الدعم المحلي على الطاقة، وأن تكلفة انتاج برميل النفط الخام في المملكة أقل تكلفة على مستوى العالم، مضيفا بقوله «نحن نساعد أهلنا في معايشهم، لكن هذا ليس دعما»، وأضاف قائلا «لا يعود المرء ويلغي المساعدة إلا إذا كانت هناك حاجة ملحة لذلك، ولحسن الحظ فإن السعودية في الوقت الحالي لا تواجه مثل هذه الحاجة الملحة». ورفض أن تكون فكرة أسعار الطاقة المحلية المنخفضة تمثل دعما، لأن البنزين والكهرباء يباعان بأسعار تزيد عن تكلفة الانتاج. وأضاف قائلا، إن دول العالم لديها كميات كبيرة من الوقود الاحفوري، وأن هناك من يقول دعونا نتخلص من الوقود الاحفوري من أجل التغيرات المناخية، ونحن نقول إن هذا فكر خاطئ، منوها أنه يجب الاجتهاد وتطوير تقنيات لجعل الوقود الاحفوري صديقا للبيئة، مبينا أن المؤتمر ناقش تجارب كل دولة في مجال الوقود الأحفوري والكربون، وأن السعودية لديها تجربة بدأت بها قبل ستة أشهر، على أن تخرج نتائجها خلال عامين إلى ثلاثة أعوام. وحول إمكانية تأسيس شركات لتحويل الكربون إلى مطاط ومواد خام في المرحلة القادمة، قال النعيمي، إن السعودية تعمل بهذا الأمر حاليا وإن العمل في مراحل تجريبية حاليا، لكن الغرض منها إثبات هذه التكنولوجيا لتقليل الانبعاثات. «أرى أننا متحدون ومتفقون على الوقوف معا وراء هذا القصد، ويتجلى هذا الاتفاق ووحدة العمل من خلال الجهود الجبارة التي تبذل هنا وهناك في جميع أنحاء العالم لإجراء الأبحاث الخاصة بتقنية استخلاص الكربون وتخزينه وتطويرها وتوظيفها وإيصالها إلى جميع الجهات ذات العلاقة»، مشيرا إلى أن العديد من المشاريع التجارية الضخمة والمجدية اقتصاديا والمتصلة بهذا الأمر ترى النور في مختلف أنحاء العالم مثنيا على هذه الجهود، بما فيها الجهود التي تبذلها المملكة، التي تحقق تقدما مطردا وملموسا على أكثر من صعيد. وأضاف وزير البترول والثروة المعدنية: «نأمل أن تتمكن الدول النامية في المستقبل من الاستفادة من هذه الموارد وأن تسهم التقنية والابتكار في المساعدة على التقليل من أي آثار جانبية لاستخدام الموارد، مع إيماني بأن التغير المناخي هو تحد يمكن التعامل معه من خلال الابتكار والإبداع والتقدم في مجالات التقنية والبحث». وتابع: «إنكم تدركون تماما أن مزيج الطاقة العالمي آخذ في التغير والتطور، وهو أمر جيد ومستحسن فالأشكال المختلفة من مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة النووية والشمسية وطاقة الرياح، يتم استخدامها بشكل متزايد بوصفها مكملة لأنواع الوقود الأحفوري، لا بديلا عنها، ونحن نعتقد بأن استخدام جميع أشكال الطاقة سيكون ضروريا لتلبية احتياجات الأجيال المستقبلية ومتطلباتها». ولفت المهندس النعيمي، إلى أن هذا ما يكسب المنتدى القيادي لفصل الكربون أهمية كبيرة لدى جميع دول العالم مع اتفاقنا على أن خفض الانبعاثات الضارة والتعامل مع التغير المناخي يمثلان أولوية على المستوى العالمي. وقال: «كلي إيمان بدور التقنية وبقدرة الإنسان على التغلب على التحديات التي تبدو صعبة أو عصية على الحل، وذلك من خلال العمل التعاوني، وليس ذلك بمستغرب في تاريخ الإنسان حيث ثبت ذلك عدة مرات عبر التاريخ»، مشيرا إلى أن أحد أهم إنجازات المنتدى القيادي لفصل الكربون ما نلاحظه من تقدم في هذا المجال انطلاقا من إيماننا جميعا بأهميته وبأهمية العمل معا كشركاء وأصدقاء ومتعاونين، وأن المنتدى القيادي لفصل الكربون يمثل جانبا مهما في إطار الجهود التي تبذل عالميا للاتفاق حول بنود اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي.