تواصل جهات التحقيق في شرطة جدة عملها لكشف غموض حادثة قتل طفلة تبلغ من العمر 6 أعوام داخل منزل أسرتها في حي الثغر، حيث وضعت الأجهزة الأمنية كافة الفرضيات في الحادثة بينها حديث الأم وإفاداتها التي وضعتها في دائرة الاشتباه، لاسيما في ظل تأكيد عدد من سكان المبنى الذي شهد الحادثة عدم مشاهدتهم أي شخص غريب يدخل المبنى أو يخرج منه، الأمر الذي حصر الشبهات حول والدتها والتي تعاني منذ فترة من مرض نفسي وتتناول أدوية مخصصة لهذا الغرض. وكانت الأجهزة الأمنية بشرطة جدة تبلغت عن مقتل الطفلة من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث هرعت الفرق الأمنية بصحبة ضباط التحقيق في مركز شرطة الكندرة وخبراء الأدلة الجنائية للموقع، وشرعوا في تكوين طوق أمني حول مسرح الحادثة بمسافة قدرت بأكثر من 400 متر تم خلالها رفع كافة البصمات والمسوحات من الموقع لضمها لملف التحقيق، فيما أكدت والدة الطفلة في التحقيقات أنها فتحت الباب لتجد أمامها سيدتين عاجلتاها بضربة على رأسها أفقدتها الوعي وعندما استفاقت من أثر الضربة وجدت طفلتها مضرجة بدمائها لتقدم بلاغها لجهات الاختصاص، إلا أن إفادتها كانت موقع الاشتباة لغياب الدوافع لتنفيذ الجريمة من السيدتين، بالإضافة إلى أن المنزل لم يظهر عليه أي علامات تفتيش أو مسروقات، فيما أكد عدد من أقارب السيدة والذين يسكنون ذات المبنى أنهم لم يشاهدوا أي شخص غريب يدخل المنزل، في حين أفادت التحقيقات أن السيدة تعاني من أمراض نفسية وكانت تقوم بضرب أبنائها في مرات سابقة، بينما يعاني زوجها من حالتها المرضية منذ فترة وحاول علاجها بكل الوسائل الممكنة لديه. ضباط التحقيق جمعوا كافة الأدلة والقرائن والبصمات ولم يظهر لهم أي آثار غريبة تؤكد مزاعم المرأة وهو ما جعل الشبهات تحوم حولها في ظل تناقض أقوالها ومعاناتها المرضية والنفسية، والتي قد تكون دافعا للجريمة وهو ما ينتظر الكشف عنه خلال الساعات المقبلة، فيما قام الطب الشرعي بالكشف على الضحية لتحديد زمن الوفاة الذي كان عن طريق أسلوب النحر للطفلة والتي تم حفظ جثمانها في ثلاجة الموتى. بدوره أكد الناطق الرسمي لشرطة منطقة مكةالمكرمة العقيد الدكتور عاطي القرشي، أن مركز الكندرة بشرطة محافظة جدة تبلغ عن تعرض طفلة تبلغ من العمر ست سنوات من ذوي الاحتياجات الخاصة للوفاة نتيجة الطعن بآلة حادة، مؤكدا أنه تم إيقاف مشتبه بهم في تلك الحادثة تمهيدا لإحالتهم لجهة الاختصاص. من جانبه، استسلم والد الطفلة المقتولة لقضاء الله وقدره وبدى عليه الحزن لفقد ابنته والتي كانت تشكل لديه حالة خاصة من الحب وتجد منه كل الاهتمام ولم يكن يصدق خبر مقتلها.