أكد الوزير اللبناني رشيد درباس أنه لا يعول في اجتراح الحلول للأزمات التي تعصف بالحكومة اللبنانية وإنما يعول على «خطر اللحظة الأخيرة» حين يرتد الوعي فجأة للطبقة السياسية ويسعون لإيجاد حلول عملية لأزمات لبنان. ورأى الوزير درباس في تصريحات ل «عكاظ» «أن سلام ومن منطلق حكمته والمسؤولية المناطة إليه سيوجد الحلول المناسبة للشلل الذي يصيب العمل الحكومي بفعل ممارسات المعطلين واللامبالين الذين يمارسون أدوارا خارج الدائرة المحددة لهم». وأضاف درباس إنه «منذ أن تحملت الحكومة كامل المسؤولية في ظل غياب رأس الدولة والرئيس سلام يثبت أنه قادر على رأب الصدع من منطلق مسؤوليته ولمراعاته الدائمة بوجود كل المكونات السياسية والطائفية في الحكومة». وتابع قائلا «إذا تبين فعليا أن القصد من التعطيل الذي يلجأ إليه الفريق الآخر على خلفية مناقشة الملفات والذي صار فاضحا، هو شل كل المؤسسات الدستورية في البلد، فأعتقد أن الرئيس سلام سيخرج يوما عن صبره لدق جرس الإنذار لأنه لن يكون قادرا أن يقف كشاهد الزور أو كحارس للفشل والاهمال وربما سيصفه البعض بالتواطؤ مع المعطلين». وعن تلويح سلام بالاستقالة قال «لم يلوح الرئيس سلام بالاستقالة يوما، كما أنه لم يهدد بالاستقالة، ولكنه يعتبر أن عدم وجود الحكومة في ظل الشلل أفضل من وجودها ففي كل مرة كان يعيد الأمور إلى نصابها عبر انتجاع الحلول ولو المؤقتة». وزاد «لا نخفي سرا أننا غير قادرين على الاستمرار بالوقوف شهود زور على تجاوزات صلاحيات رئيس الحكومة ولكن يحدث أنه في اللحظات الأخيرة وعندما تصل الأمور إلى حائط مسدود تجد الفريق المعطل وبالرغم من تسعيره للأمور حاضرا للجلوس مع كافة الأطراف السياسية في البلد لاستشعارهم جميعهم «بخطر اللحظة الأخيرة»، فيتفقون على اجتراح حلول بالتوافق والتراضي منعا لسقوط الجميع في النفق نفسه، لأن الجميع يسير بنفس النفق والكل في نفس المركب والكارثة ستحل على الجميع ولن تقع على عاتق فريق دون آخر». وأضاف: «أنا لم أعد أعول على البصر أو على البصيرة لأي طرف سياسي أو لأي حزب كان، إنني أعول فقط على خطر اللحظات الاخيرة عندما تصبح داهمة للوطن إن لم نقل للمصالح فهنا يرتد الوعي دائما الى هذه الطبقة السياسية وتبدأ بقبول الحلول». وعن تمسك السياسيين بالحوار أكثر من تمسكهم بعمل الحكومة قال: «أكتفي بالاعتراف أن الجميع تمادى باللعب خارج الملعب السياسي المحدد وصار لزاما على الجميع العودة إلى الملعب الداخلي والذي تبدأ حدوده وتنتهي بانتخاب رئيس للجمهورية وكل ما نعيشه اليوم هو النتيجة الطبيعية للخيبة السياسية المستمرة منذ الخامس والعشرين من مايو 2014». وعن ناقوس الخطر الذي دقته المؤسسات الدولية للبنان ختم قائلا «إن السياسيين وفي مقدمتهم المعطلون لا يريدون رؤية الهاوية وكل الرجاء بأن لا يسقط لبنان في هذه الهاوية التي بتنا نقف على شفيرها، فليس هناك حتى الساعة من ضمانات داخلية أو خارجية تحول دون سقوطنا بالتزامن مع جرس الإنذار الذي قرعته المؤسسات الدولية».