لم يستبعد وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس، استقالة رئيس الحكومة تمام سلام، رغم تدخل أطراف داخلية وخارجية لإثنائه على عدم اتخاذ هذا القرار. معتبرا في حوار ل«عكاظ»، أن المؤشرات السياسية تدل على أن الحكومة متجهة إلى «الحائط المسدود». واتهم درباس أطرافا - لم يسمها - بأنها تسعى إلى تكريس أعراف غير دستورية وغير منطقية. ] ● إلى أين يتجه لبنان حكومياً؟ ●● كل المؤشرات إضافة للنقاشات التي شهدتها الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء والمواقف التي أطلقت من الأطراف كافة في الحكومة وخارجها، تؤكد أن الحكومة تتجه إلى الحائط المسدود، وأن كل الخيارات مطروحة، كما أكد رئيس الحكومة تمام سلام خلال الجلسة عندما سئل عن احتمال الاستقالة. ● من يتحمل مسؤولية ما يحصل؟ ●● صاحب المسؤولية في كل ما يحصل هو من يريد أن يسير بالبلاد وبالحكومة خلافا للطبيعة وخلافا لأحكام الدستور المعروفة والتي يجب أن تحكم الحياة السياسية بكل تفاصيلها، هناك أطراف تسعى إلى تكريس أعراف غير دستورية وغير منطقية وغير طبيعية، وهذه الأطراف تتحمل مسؤولية هذه الحالة الشاذة التي نعيشها حالياً. ● هل هناك تغطية دولية لاستقالة الرئيس سلام في حال حدوثها؟ ●● لا أعلم إذا كان الرئيس تمام سلام سوف يقدم على اتخاذ قرار الاستقالة أم لا، ولكنه في الجلسة الأخيرة وجه إنذارا للجميع وقال لنا بشكل واضح إن الأمور وصلت معه إلى الخط الأحمر، وهنا يمكنني أن أؤكد أن هناك قلقا دوليا من احتمال أن يقدم الرئيس تمام سلام على الاستقالة، والعديد من الجهات الدولية والدول الكبرى المؤثرة تمنت على الرئيس تمام عدم الوصول إلى هذه المرحلة، إلا أنه لا يقبل أن يكون شاهد زور على كل هذه التجاوزات التي تحصل، أو أن يسمح للبعض أن يكبله وينتقص من صلاحياته ومكانته ومرجعيته من أجل محاصرته والضغط عليه، وبالتالي وجدت أن الرئيس سلام جاد بما طرحه ومصمم على عدم التنازل أو الركون للحالات الشاذة. ● وأين حزب الله مما يحصل؟ ●● كافة الأطراف السياسية الداخلية والدولية تقول للرئيس تمام سلام إننا متمسكون به ولن نتخلى عن الحكومة وعلى رأس هذه الأطراف حزب الله، إلا أن الحزب وفي الوقت نفسه يعلن تأييده لمواقف النائب ميشال عون، مع العلم أن وزراء الحزب أبلغونا بمواقفهم المؤيدة للرئيس سلام مرات عدة خاصة في الجلسة الأخيرة عبر الوزير حسين الحاج حسن، لكن هذا التأييد يحتاج إلى ترجمة فعلية مع حلفاء حزب الله وتحديدا العماد ميشال عون. ● هل تخشون انفجار الشارع اللبناني بسبب كل هذه الأزمات وبالتالي الدخول في فوضى أمنية واقتصادية كبرى؟ ●● حتى الآن الشارع اللبناني يمتلك من الوعي ما يفوق الأطراف السياسية، ولكن لا أعلم إلى أي مدى سيستمر هذا التفوق بالوعي والإحساس بالمسؤولية في الشارع الذي يجب علينا أن نقر أنه يعاني الكثير بسبب مواقف بعض السياسيين. وقد وجه الرئيس سلام عبر الحكومة اعتذارا من هذا الشعب في الجلسة الاخيرة، إذ أنه ومن موقعه الوطني وحسه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه يشعر بمشاكل هذا الشارع وبالأزمات التي يعيشها.