شكا مرتادو الطريق الزراعي الذي يربط سوق الماشية بطريق تبوك القديم من كثافة الشاحنات التي ترتاد ذلك الطريق رغم أنه لا يكاد يتسع لمركبتين متقابلتين عليه، فكيف بهذه الشاحنات الكبيرة التي يقودها سائقون بتهور، مؤكدين أنها تشكل خطرا كبيرا عليهم ويجب منعها على الفور من ارتياده، كونه مجرد طريق زراعي ضيق يستخدمه المزارعون ومربو الماشية، كما يسلكه سكان قرية «القبيبة». «عكاظ» التقت ببعض المتضررين ومنهم علي العمري الذي يقول أنا أسلك هذا الطريق بشكل يومي منذ سنوات ومنذ أن كان ترابيا وأرى الكثير من الممارسات «المتهورة» التي يقوم به هؤلاء وعدم تقديرهم للعواقب التي تأتي بسبب الكوارث التي يتسببون بها على مثل هذه الطرقات. يشاطره الرأي نايف دخيل قائلا: بحكم وجود مزرعة الوالد فانا أتردد يشكل يومي على هذا الطريق السيئ الذي يعج بالشاحنات الكبيرة والتي يقودها سائقون متهورون يسيرون بسرعات عالية جدا ولا يحسبون حسابا لمرتاديه من أصحاب المركبات الصغيرة ولا يلقون لهم بالا. فيما يقول طارق عالي: قائدو الشاحنات على هذا الطريق متهورون بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ومما ساعدهم على ذلك عدم وجود دورية للمرور لمراقبة هذا الطريق الضيق، مضيفا: تتضاعف خطورة هذا الطريق بسبب تهور قائدي المركبات الكبيرة وبعض قائدي السيارات الذين يحاولون القيام بمناورات خطيرة جدا لمواجهة تعنت قائدي الشاحنات، ما يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، ويكون الضحية الوحيد هم أصحاب المزارع المجاورة. ويؤكد خالد السلماني أن قائدي الشاحنات الكبيرة لا يتورعون عن تعمد إلحاق الضرر بسائقي السيارات الصغيرة، ما يجعلهم فريسة تحت عجلات الشاحنات الثقيلة، مشيرا إلى أن عناد البعض يؤدي إلى إزهاق أرواح الأبرياء، مناشدا الجهات المعنية بضرورة الوقوف على هذا الطريق وإيجاد حلول عاجلة لمنع تهور قائدي الشاحنات. أبو مسعود أحد كبار السن ممن يرتادون هذا الطريق بشكل يومي ليذهب إلى مكان تربية ماشيته يقول: الله يستر يا ابني فقد أصبح الوضع على هذا الطريق مخيفا في ظل هذه الأعداد الكبيرة من الشاحنات التي يقودها سائقون أقل ما أستطيع قوله عنهم إنهم «منتحرون» فلا هم يحسبون حسابا لحياتهم ولا لحياة الاخرين الذين سيكونون المتضررين حتما في حال وقوع الحوادث لاقدر الله مع هذه الشاحنات الضخمة التي تحمل في بعض الأحيان معدات ثقيلة على متنها، مؤكدا أنه لم يسبق أن رأى دورية مرور في هذا الطريق من قبل. أما أبو ماجد أحد مرتادي هذا الطريق فيؤكد أن قائدي الشاحنات متهورون مع سبق الإصرار والترصد -على حد قوله- فهم يتحدثون في هواتفهم الجوالة طوال الطريق، غير آبهين بحياة الآخرين، وللأسف لم يجدوا من يردعم على تصرفاتهم غير المسؤولية، أو من يمنعهم من سلوك هذا الطريق غير المخصص للشاحنات، فهل من جهة تستجيب لمطالبات الأهالي بوقف هذا التهور الذي يودي بحياة الأبرياء. في المقابل أوضح ل«عكاظ» مدير إدارة الأمن والسلامة المرورية والناطق الإعلامي لمرور المدينةالمنورة العميد عمر النزاوي أنه في ما يخص الشاحنات فهناك ميزان متحرك يعمل لضبط تلك الشاحنات.