رحم الله أخي وصهري عبدالله قربان وصديقي الدكتور عمر عبدالله كامل والأستاذ عبدالله الداري.. ففي 1/1/1436ه ما كنا ندري أن هؤلاء الثلاثة لن يأتي عليهم 1/1/1437ه إلا وهم تحت التراب فقد جعل الله ميعاد الخروج من هذه الدنيا سرا لا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى. والعاقل من اتعظ بغيره واستفاد من أوقاته ما يفيده في حياته هذه وفي حياته بعد الموت، وفي سورة الكهف وصى ربنا تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا).. وهذه الوصية هي لنا نحن أتباع النبي محمد عليه الصلاة والسلام من باب أولى، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوم ونحن غير معصومين. وأعلم أن هذا العمود ليس مكانا للوعظ. غير أن الذكرى تنفع المؤمنين.. وإذا نصحت بقلمي فأول من أنصحه نفسي وأهلي وأحبائي. ومهما عاش الإنسان فلن يبقى منه سوى العمل الصالح، وكما قال ابن دريد رحمه الله: وإنما المرء حديث بعده فكن حديثا حسنا لمن وعى والأجل على كل حال محدد لا يتقدم ولا يتأخر، لكن من أراد أن ينجز أمنية في صدره فعليه أن يبادر بها وهو في صحته. وقد لاحظت أن العبادة مبنية على الصحة خصوصا الصلاة والصيام والحج، فمن أراد أن يحج فعليه أن يسارع وهو قوي صحيح، حتى لا يجيء يوم وقد خارت قواه وهدته السنون فيقول: يا ليت وهل تنفع ليت. أما الزكاة فهي ركن عظيم وهي دورية كل عام.. وتعتمد على حفظ العقل، لأن الإنسان إذا خرف لا سمح الله لا يستطيع أن يزكي.. ولا أن يكتب ما يريد أن ينفقه بما يقبله الورثة من بعده. إن الأمي إذا عزم على فك الحرف فإنه لا يحتاج أكثر من ستة أشهر وإذا عزم الموظف على فتح باب من أبواب التجارة فإن سنة واحدة تكفيه ليتعرف على طريق الكسب الحلال، فما علينا سوى أن نعزم ونخطط لعامنا القادم لنكون أفضل مما نحن عليه، بالاستعانة بالله. حفظ الله علينا أسماعنا وأبصارنا وقواتنا الظاهرة والباطنة آمين.. وكل عام والجميع بخير. السطر الأخير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وعن علمه ماذا عمل فيه).