في التعريف به بكلمتين، الأولى لقب دكتور والثانية اسم أطلقه عليه والداه. هو الدكتور علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني. بروجردي أراد الاستفادة من الكلمتين، ففي زيارته قبل أيام إلى دمشقوبيروت حاول أن يكون دكتورا معالجا في محطته الشامية بالعاصمة السورية ساعيا لمعالجة آفات نظام بشار وما وصلت إليه الأمور بعد تسلم الروس كل الأوراق الدمشقية فارسية كانت أم أسدية. أما في بيروت ولأنه يحمل اسم علاء الدين ظن بروجردي أنه قادر على تقمص شخصية الأسطورة علاء الدين وفانوسه السحري، فدخل إلى مبنى في الضاحية الجنوبية، شيد بأموال الشعب الإيراني ليكون مقرا لما سمي زورا تجمعا لعلماء المسلمين، فالتف حوله معممون حسب الطلب أو وفقا لخدمة التوصيل المجاني، منهم من بحث عن عمامة عند جاره أو آخر استأجر عمامة في عجالة من أمره حتى حين، فهذا ما طلبه منهم مشغلهم اللبناني الخائف من كثافة الحضور أمام سيده الإيراني. وقف بروجردي حاملا قلمه كما حمل علاء الدين فانوسه السحري، أطلق سموما، فبرك أكاذيب وكأنه مخرج سينمائي، وكل الحضور يهز رأسه له موحيا إليه مخادعا أنه مستوعب الدرس وواع للخطر العظيم. أنهى بروجردي كلامه ونزل من منبره مصافحا الحضور يدا يدا ومبتسما بوجههم، مؤكدا لهم النصر المزعوم. يغادر الحضور ويغادر بروجردي وهو لا يدرك أن تلك العمائم لا تمثل شيئا في لبنان ولا علاقة لها بأي دين. بروجردي في دمشقوبيروت فشل أن يكون معالجا وفشل أن يكون علاء الدين، فلا الزمن زمن المعجزات ولا زمن الأساطير ولا زمن الدجالين. زياد عيتاني