أكد وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، أن هناك تطابقا في الرؤى بين المملكة وفرنسا في جميع الموضوعات التي تهم البلدين، ومنها تطابق الرؤية في أهمية انتخاب رئيس جديد في لبنان، وتطابق الرؤية حيال الحل المناسب للأزمة السورية، وبشأن تطبيق الإصلاحات في العراق والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره وعدد من القضايا الإقليمية والدولية. وقال خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس بفندق الريتزكارلتون بالرياض، إن هناك أيضا تطابقا في الرؤى حيال تدخلات إيران في المنطقة وأهمية التصدي لها، وتطابقا في المواقف بالنسبة لدعم الشرعية في اليمن، وفي وجهات النظر في ما يتعلق بعملية السلام ودفعها إلى الأمام من أجل وصول إلى حل لما يؤدي إلى دولتين بموجب معاهدة السلام العربية وهذا نادرا ما يحدث بين بلدين في العالم، وهذا واقع في العلاقات بين المملكة وفرنسا. ومن ناحية الاستثمار الاقتصادي بين البلدين أكد الجبير أن هناك علاقات تجارية كبيرة وضخمة نسعى لتعزيزها وتوسيعها بشكل أكبر. وكان المنتدى الذي عقد امس في الرياض من أجل إيجاد فرص للمستثمرين بين البلدين أحد الوسائل لتعزيز وتكثيف العلاقات التجارية القوية. من جانبه، نوه وزير الخارجية الفرنسي بحديث الجبير، في ما يتعلق بطبيعة العلاقة بين البلدين الصديقين، وقال «نحن على توافق مع أصدقائنا السعوديين في ما يتعلق بالمسائل الإقليمية»، مرجعا أسباب الاتفاق في التوجهات بين البلدين وجدية التعاون السياسي والاقتصادي، إلى الشراكة الحقيقية والفاعلة. وأكد فابيوس أن اللجنة السعودية الفرنسية المشتركة التي يرأسها من جانب المملكة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ويرأسها هو من الجانب الفرنسي، تجتمع كل 6 أشهر، وتقوم حتى الآن بعمل ممتاز، لافتا النظر إلى نيتهم الإعلان عن نتائج عمل اللجنة منذ تأسيسها في بيان أو نص توضيحي، مشيرا إلى لقاءات رجال الأعمال السعوديين ونظرائهم من الجانب الفرنسي، معبرا عن تفاؤله بنتائج هذه اللقاءات التي ستعود بالنفع على البلدين من الناحية الاقتصادية، لاسيما أن الفرنسيين يريدون بشدة تطوير العلاقات الاقتصادية أكثر مع المملكة. بعد ذلك أجاب الوزير عادل الجبير ونظيره الفرنسي على أسئلة الصحفيين حيث أوضح الجبير أن الحرب في اليمن انطلقت استجابة لطلب من الحكومة الشرعية، ووفقا لميثاق الأممالمتحدة لدحر الحوثيين ومحاولاتهم اغتيال الرئيس الشرعي، مبينا أن هدف هذه العمليات هو حماية الحكومة الشرعية اليمنية والتخلص من تهديد الصواريخ البالستية واستهداف المملكة. واضاف الوزير الجبير «أعتقد أن نهاية الحرب تكمن في يد الرئيس اليمني المخلوع والحوثيين»، مؤكدا أن العملية السياسية هي الخيار الأفضل، مؤكدا على أن طريق الحرب كانت خيار الرئيس اليمني المخلوع والحوثيين. من جهته أكد وزير الخارجية الفرنسي التزام بلاده بدعم جهود المملكة الإنسانية الرائدة في اليمن متمنيا الوصول إلى حل سياسي ينهي تلك الأوضاع الإنسانية، مشددا على حاجة جميع الأطراف اليمنية للاتفاق والقبول بمناقشة الأطروحات في هذا الاتجاه، منوها بدعم فرنسا لكل الجهود المبذولة نحو تحقيق ذلك الاتفاق. وأوضح أن العمليات العسكرية الفرنسية ضد داعش أصحبت أكبر مؤخرا، مشيرا إلى مناقشة ذلك مع المملكة، حيث ان هناك جانبا عسكريا لدحر تنظيم داعش، مبينا أن المناقشات مع المملكة تحمل جانبا سياسيا، لإيمانهم بضرورة التوصل لحل سياسي، عبر مرحلة انتقالية تشمل نقلا للسلطات. وأكد الجبير قدرة المنطقة على إيجاد حلول للتحديات التي تعيشها، إلا أن هذه الحلول تتطلب الجدية في التعامل معها، وإيجاد أساليب ومخارج لكل تحد أو مأزقٍ فيها من أجل الوصول للحلول سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.