يواجه الفريق النصراوي هذه الأيام مأزقا حرجا من شأنه أن يضرب مفاصل استقراره الفني والعناصري، إذ تهدد الأزمة المالية الخانقة مسيرته في هذا الموسم الصعب الذي يمر في بدايته بمرحلة معقدة وغير مرضية لعشاقه وأنصاره، وبينما أعلن الرئيس فيصل بن تركي تجشمه عناء كل ذلك وقدرته على التصدي لكل الظروف وفي مقدمتها العزوف الشرفي، إلا أن كرة الثلج في الوسط النصراوي تتنامى شيئا فشيئا حتى باتت تشكل خطرا على مستقبل النادي في المرحلة المقبلة، الأمر الذي جعل النصراويين أعضاء شرف وجماهير يحبسون الأنفاس تحسبا لأي قرارات تتمخض عن هذه الظروف التي علقت حتى الآن رخصته الآسيوية ووصلت به إلى أروقة التقاضي مع عدد من أبرز نجومه. عجز خانق ويدخل النصر خلال أيام معتركا أكثر ضراوة يتعين عليه خلاله حسم بعض الملفات المعلقة، فالقضية التي تصدرت الإعلام أخيرا بشأن مستحقات اللاعب عبده عطيف، صبت الزيت على النار حيال ما يعانيه الفريق، وزادت حجم تأثير الفجوة ما بين النادي وبعض الداعمين المؤثرين الذين عرفوا بتصديهم للكثير من الإشكالات آخرها في قضية هزازي، كما أن الأصفر مطالب بتسوية قضيته مع إبراهيم غالب الذي يتشبث بحقوقه البالغة 14 مليونا ووصل الأمر إلى القاضي لدى لجان المنازعات، فضلا عن قضايا أخرى للاعبين سابقين بينهم الجيزاوي وعماد الحوسني ودلهوم، إلى جانب الوضع المالي المتراكم من تأخر الرواتب وبعض المستحقات التي من شأنها إرباك العمل في النادي العاصي. وأمام كل ذلك علت التساؤلات حول دور شرفيي النادي في هذه الظروف، ولماذا تواروا عن المشهد في وقت أحوج ما يكونون فيه إلى التكاتف ودعم النادي، وهل حجبت سلطة الرئيس وصلاحيته حضورهم في المشهد الأصفر هذا العام. ورغم أن عددا منهم يصر على أنه متواجد ويدعم، إلا أن هذه التساؤلات تبدو منطقية في ظل غياب مجموعة من الشرفيين البارزين المؤثرين، عن المشهد وعدم تدخلهم حتى الآن في هذه القضية المعلقة. وتبدو الأمور معقدة سيما إذا ما علمنا أن النادي أعلن عن عجز متوقع في ميزانيته منذ بداية الموسم، حيث كشف التقرير الرسمي في الجمعية العمومية لنادي النصر أن المصروفات المقترحة خلال الفترة من الأول من يوليو 2015 وحتى ال 30 من يونيو 2016، تبلغ 200 مليون ريال، بينما الإيرادات 101.5 مليون ريال أي بعجز متوقع 98.5 مليون ريال يجب أن يتم سداده خلال العام المالي، غير أن هذا المبلغ خارج حسابات المستحقات الحالية بل أن هذه الشكاوى ستضاف إليها ما يزيد الأمر تعقيدا. وبينما لم يعلق شرفيون بارزون ومؤثرون على الوضع الراهن، رأى بعض الشرفيين الآخرين أن الأمر يبدو مبالغا فيه وأن أندية أخرى بحاجة لفتح ملفاتها بوضوح لتبيان أن الأمر لا يتعلق بالنصر وحده، يقول أيمن القاضي: بالنسبة لأعضاء شرف النادي الرسميين هم قريبون ويتابعون الأمر عن كثب، وهناك مشكلة لدى البعض في الخلط بين عضو الشرف الذي يملك الصفة الرسمية وقام بسداد رسوم العضوية وبين سواه، فهؤلاء جميعهم غير مبتعدين ومتواجدين خلف النادي ويقدمون الدعم باستمرار وجميع ما يتردد خلاف هذا ما هو إلا أطروحات لا تمت للواقع بصلة، أما أعضاء الشرف المحبين المشجعين فهم حضروا في فتره معينة وقدموا ما يستطيعون من دعم ثم غابوا ولكل أسبابه وظروفه الخاصة، وبالنسبة لمن هو متواجد من أعضاء فأطمئن الجميع بأننا جميعا مع النصر قلبا وقالبا. فيما يؤكد فهد العجلان بقوله: بالنسبة لي أنا متواجد مع النادي وأقدم دعمي باستمرار وكان آخر ما قدمته لفريق الناشئين الذي يتصدر حاليا مجموعته، ولا زلت متواصل مع المسؤولين في النادي عن الناشئين ومشرف على هذا الفريق وأتكفل بجميع مصاريفهم، وبحكم تواجدي خارج المملكة حاليا فأنا لا أستطيع الحضور للنادي ولكن بمجرد أن أعود للوطن فسأقوم بزيارة النادي باستمرار كما كنت. الدعم لم ينقطع بدوره، علق سلمان المالك قائلا: بالنسبة للأزمة المالية، فجميع الأندية ومنذ سنوات تمر بهذه الأزمة خاصة الأندية الكبيرة التي تبحث عن البطولات، وبالنسبة لنا في النصر دائما ما نمر بمثل هذه الأزمات وبفضل الله نتجاوزها ونكمل المشوار كما يجب، أما المرحلة الحالية فأنا واثق بأن النصر قادر برجالاته على تجاوز هذه الأزمة وجدولتها بطريقة مناسبة وما يدلل على كلامي هو ما قام به النصر خلال فترة الانتقالات حيث استطاع تسجيل اللاعبين والإيفاء بالالتزامات التي عليه، وبإذن الله هذه الأزمة لن تعيق الفريق عن السير نحو الأفضل وتحقيق البطولات، وبخصوص أعضاء الشرف وتواجدهم فالعديد منهم يقدم دعمه بالتنسيق مع الإدارة دون الإعلان عن ذلك، وفي حال ابتعد أحدهم لظروفه الخاصة فالمتواجدون مع النادي كثر ودائما أعضاء الشرف لهم مواقف إيجابية في تقليص الديون والتكفل ببعض المصاريف وهم متواجدون ولم يبتعدوا لأنهم عاشقون. الشرفي فايز المعجل يقول: جميع الأندية في المملكة تمر بأزمة مالية حتى الصغيرة منها، وبالنسبة للنصر فأؤكد بأن أعضاء الشرف متواجدون وداعمون وبعضهم لا يود ذكر اسمه إنما يقدم دعمه بالتنسيق مع الإدارة دون الإعلان عن ذلك ومنهم من يعلن، الأهم أننا مع رئيس النادي الأمير فيصل على قلب رجل واحد وداعمين ومساندين من أجل حب النصر، حاليا أنا مبتعد لظروفي الخاصة ولكني متواجد معنويا مع الفريق وأقدم دعمي لمجلس الجماهير بما أستطيع. فيما أوضح حمد المبارك أن ابتعاده خلال الفترة الماضية كان عن الوسط الرياضي بأكمله ويبين بأن ذلك بسبب ظروفه الخاصة، ولا يعلم عما يدور في نادي النصر خلال هذه الفترة. ويشاطره بندر الحارثي الذي قال: يأتي ابتعادي بسبب ظروفي العملية الخاصة والتي تتطلب التفرغ الكامل لها مع السفر الدائم خارج المملكة بشكل كبير خلال الفترة الحالية ولمدة سنتين قادمة، والنصر بالنسبة لي يظل بالقلب وهو عشقي الأول مهما بعدت المسافات. أزمة عامة يعلق الكاتب عبدالكريم الزامل بقوله: الأزمة المالية تمر بها جميع الأندية الكبيرة الجماهيرية وهذا شيء طبيعي كون المصروفات تفوق المداخيل بأضعاف خصوصا من ناحية التعاقدات مع اللاعبين سواء المحليين أو الأجانب، وبالتالي أصبح هذا الأمر مصدر قلق لجميع الأندية الكبيرة برغم العمل الكبير المقدم من لجنة الاحتراف والتي بدورها تحاول الحد من أسعار اللاعبين المبالغ فيها إلا أن الأندية تلتف على النظام وتوقع العقود بمبالغ خيالية ومع تراكم الديون وتأجيل بعضها وتتالي مواعيد الإيفاء بالالتزامات تشكلت هذه الأزمة لدى جميع الأندية الكبيرة. ويضيف: بالنسبة للنصر هو كبقية الأندية يعاني ولكن التركيز عليه، وجميع الأندية تعيش نفس الأوضاع المالية والمشكلة عامة في رياضتنا وليست حصرا على النصر فقط. وعن ابتعاد أعضاء شرف النادي علق الزامل بقوله: نعم جفت بعض المصادر الشرفية التي تدعم النادي سواء بمبالغ صغيرة او متوسطة أو حتى الكبيرة، ولكن الأمير فيصل بن تركي يملك حلولا ولديه علاقات قوية مع أعضاء الشرف وهو قادر على حل الأزمة المالية في النصر في الوقت المناسب، وأود أن أطمئن الجميع بأن النصر لن يتعرقل ماليا بل سيواصل المسيرة، ولكن في نفس الوقت النادي هو بحاجة لتكاتف الجميع من إدارة وأعضاء شرف وجماهير خاصة في هذه الفترة التي شهدت نزولا في مستوى الفريق الأول لكي يعود الفريق إلى وضعه الطبيعي وهو المتوقع للفريق بعد فترة التوقف. وأبان: لمن يقول بأن هناك هجرة لأعضاء الشرف هذا الكلام غير صحيح، أعضاء الشرف في جميع الأندية يقومون بأدوار متبادلة فهذا يحضر والآخر يغيب ودائما ما يقتصر دعمهم على 20 الى 30 % ولهذا ما يقدمونه مع إيرادات النادي من عقود الرعاية والنقل وما يقدم من رئيس النادي يتم به إيفاء الالتزامات، بعض الأزمات تحل على الأندية في وقت واحد ويتم حلها في وقت واحد بالتنسيق مع أعضاء الشرف لتغطية بعضها، ولكني لا زلت أؤكد أن أعضاء شرف النصر المؤثرين لا زالوا موجودين حتى وإن حصل بعض الاختلاف مع عضو أو اثنين ولكن هذا لا يدوم سوى فترة بسيطة ومن ثم تعود المياه لمجاريها ويعودون أبناء النصر لدعم نصرهم. ويقول غرمان العمري: ما يثار في الإعلام عن أن النصر يمر بأزمة مالية قد تعصف بالنادي مبالغة غريبة، فالنصر لديه ديون كبقية الاندية الكبيرة وقد يكون أقل من ديون الاتحاد والهلال، ما يؤكد ذلك هو التعاقد مع لاعبين على أعلى مستوى والأيام ستثبت ذلك.