قال مصدران لرويترز إن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يبحث إمكانية تأجيل موعد انتخاب رئيس جديد للمؤسسة بعد إيقاف الرئيس الحالي سيب بلاتر وخليفته المحتمل ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة في الوقت الذي ستعقد لجنته التنفيذية اجتماعا غير عادي لبحث الأزمة، وقد يسهل هذا التأجيل الأمور على بلاتيني في مساعيه لخلافة بلاتر وذلك في حال تم قبول استئنافه على عقوبة إيقافه عن ممارسة أي أنشطة لها علاقة بكرة القدم، وقال الاتحاد الانجليزي للعبة - الذي يدعم ترشيح بلاتيني - امس الاول الجمعة، إنه من بين المطالبين بعقد اجتماع طارئ للجنة التنفيذية للفيفا ليتم خلاله مناقشة قضية الانتخابات. وتم الامتثال لهذا الطلب بعد أن أعلن الفيفا في وقت لاحق اليوم أنه سيعقد اجتماعا غير عادي للجنته التنفيذية في 20 أكتوبر الجاري في مقره في زيورخ. ولم يحدد الفيفا إذا كان موعد الانتخابات مدرجا في أجندة اللجنة التنفيذية وهي الجهة الوحيدة التي تملك سلطة تأجيل الموعد المقرر في 26 فبراير المقبل. وقال مصدران على دراية بالنقاشات الجارية لرويترز: إن تأجيل موعد التصويت كان محل نقاش بين الفيفا والاتحادات العضوة لديه. وأضافت متحدثة باسم الفيفا لرويترز «المواعيد حتى وقتنا الحالي كما هي» رافضة الخوض في المزيد من التكهنات بشأن الأمر. وقال متحدث باسم الاتحاد الانجليزي إن الاتحادات العضوة في الاتحاد الأوروبي وعددها 54 ستجتمع يوم الخميس المقبل في مقر الاتحاد القاري في نيون حيث سيكون موضوع الانتخابات مدرجا على جدول الأعمال. وكان بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي المرشح للفوز بالانتخابات التي ستأتي بخليفة بلاتر على كرسي رئاسة الفيفا قبل أن يتم إيقافه لمدة 90 يوما بشكل مؤقت من قبل لجنة القيم بالفيفا أمس الخميس. ويمكن أن يتم تمديد إيقاف بلاتيني لمدة 45 يوما أخرى. ووفقا للوضع الحالي فإن التقدم بأوراق الترشح للانتخابات يجب أن يتم بموعد أقصاه حتى 26 أكتوبر الجاري ويتعين على المرشحين اجتياز اختبار للنزاهة يستند على ميثاق أخلاقيات الفيفا. وفي حالة عدم قبول الاستئناف فإن بلاتيني الذي تقدم بأوراق ترشحه قبل ساعات من العقوبة التي فرضت عليه قد يجد نفسه في وضع شائك للغاية لاجتياز الاختبار في وقت يتعرض فيه للإيقاف، لكن تغيير موعد التصويت قد يصب في مصلحة بلاتيني أو مرشحين آخرين ممن قد يرغبون في خوض السباق بمجرد اتضاح الموقف الحالي. وقضت عقوبة الإيقاف لمدة ستة أعوام على فرص الكوري الجنوبي تشونج مونج جون نائب رئيس الاتحاد الدولي السابق تماما في خلافة بلاتر. ويظل الأمير الأردني علي بن الحسين المرشح الوحيد الأوفر حظا للفوز ويدخل في دائرة الترشيحات أيضا الأسطورة البرازيلي السابق زيكو. ويرتبط إيقاف بلاتيني بتلقيه مبلغ مليوني فرنك سويسري (2.06 مليون دولار) من أموال الفيفا عام 2011 وهو ما يعد جزءا من تحقيق جنائي سويسري مع بلاتر. وقال المدعي العام السويسري إن موقف بلاتيني لاعب منتخب فرنسا السابق يتراوح ما بين الشاهد والمتهم في هذه القضية. ونفى بلاتيني وبلاتر القيام بأي مخالفات وتقدما بطعون على إيقافهما. وقال ستيوارت ريجان الرئيس التنفيذي للاتحاد الاسكتلندي إنه يفضل تثبيت شهر فبراير كموعد للانتخابات والاعتماد على ما ستسفر عنه نتيجة الاستئناف ضد العقوبات. ولم يكن بيرت فان اوستفين المدير التنفيذي للاتحاد الهولندي متأكدا من الطريقة الأفضل للمضي قدما لكنه يرغب في بقاء الاتحادات الأوروبية متحدة إزاء القضية. إلا ان كارل ايريك نيلسن رئيس الاتحاد السويدي قال لرويترز إن موعد الانتخابات لا يجب أن يتغير. وأضاف «نريد أن تقام الانتخابات في 26 فبراير كما كان مخططا. نحن برفقة الكثير من الاتحادات الأوروبية ندعم ترشيح بلاتيني ونحتاج لمعلومات أكثر بشأن ما يحدث بالفعل». وقد يتضرر حجم المساندة لبلاتيني بسبب العقوبة لكن الاتحاد البلجيكي للعبة طالب بالمزيد من الإيضاحات للموقف الحالي. وأصدر الاتحاد البلجيكي بيانا جاء فيه «قبل أسابيع عبر الاتحاد البلجيكي لكرة القدم عن دعمه لميشيل بلاتيني لبناء فيفا جديدة ونظيفة تتمتع بالشفافية وذلك من خلال ترشحه للرئاسة. إلا أن إيقاف ميشيل بلاتيني سيكون نقطة جديدة في ملفه». «يدعو الاتحاد البلجيكي للعبة إلى الشفافية التامة والوضوح فيما يتعلق بأسباب الإيقاف، وبعد مشاورات داخلية مع اتحادات أخرى سنعلن عن موقفنا الرسمي». وأضاف «لابد أن يكون واضحا أننا لن ندعم أي شخص تثبت إدانته بالاحتيال».