يخلد تاريخ هذا البلد المعطاء الآمن تلبية لدعوة أبي الأنبياء في قول الله: (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر...) إلى آخر الآية. ففي هذا العام وقد مر عليه خمسة وثمانون سنة كلها مليئة بالخير والعطاء والنعمة والأمن والأمان أدامها الله علينا بكل شكر وحمد له ونسأل الله أن يجعلنا من القلة التي تشكر الله على نعمه وفق قوله عز وجل: (وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون). ففي عام 1351ه صدر الأمر السامي ونشر في جريدة أم القرى. وفي 12 جمادى الأولى 1351ه الموافق 10 أغسطس 1932م انعقد بالطائف اجتماع للعلماء والأعيان وممثلي رعايا المملكة وجمع من المواطنين ورفعوا للملك عبدالعزيز اقتراح ينادي بتوحيد المملكة وتغيير اسمها من «مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها» إلى: المملكة العربية السعودية، حيث تصبح وحدة واحدة تحت مظلة وراية واحدة، ويتولى الملك عبدالعزيز إدارة المملكة، كما تضمنت هذه التعليمات الأساسية تكوين أنظمة تحكم شؤون الدولة، فهناك على سبيل المثال نظام إدارة الحج، ونظام تشكيلات المحاكم الشرعية ونظام تملك العقار. امتدت هذه الأنظمة حتى شملت كل القطاعات الحيوية. وبعد ذلك أبرقوا لإخوانهم في المناطق الأخرى لرفع التماس للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه للموافقة على هذا المسمى وكان لهم ما أرادوا حيث صدرت الموافقة على التسمية وأعلن ذلك اليوم كيوم وطني للمملكة أدام الله عزها. فمن هم هؤلاء الرجال وأين تمت اجتماعاتهم الأولى؟. الاجتماع كان في منزل الشيخ عبدالله الفضل في مدينة الطائف ثم عقدت عدة اجتماعات أخرى بمنزله حضرها كل من محمد شرف عدنان، صالح شطا، عبدالله الشيبي، فؤاد حمزة، محمد شرف رضا، مهدي القلعلي، عبدالوهاب نائب الحرم، إبراهيم الفضل، محمد عبدالقادر مغربي، رشيد الناصر، أحمد باناجه، عبدالله الفضل، خالد أبو الوليد القرفني، حامد رويحي، حسين باسلامة، محمد صالح نصيف، عبدالوهاب عطار. تلبية لاقتراح هؤلاء صدر المرسوم رقم 2716 وأعلن رسميا يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351ه الموافق 22 سبتمبر 1932م ونشر يوم الجمعة في جريدة أم القرى العدد 406 تاريخ 22 جمادى الأولى 1351ه الموافق 23 سبتمبر 1932م مرسوم الملك عبدالعزيز بتغيير المسمى. وجدير بالذكر والفخر أنني أحتفظ في حوزتي بأصل هذا العدد من الجريدة وبها المرسوم والبرقية بالأسماء. وفخرا وانتماء لهذا العام أذكر أن والدي يرحمه الله كان من أوائل من تعين على كادر حكومة المملكة العربية السعودية وباشر عمله الرسمي صباح يوم السبت 23 جمادى الأولى 1351ه في إدارة البرق والبريد على وظيفة كاتب مدير الإدارة براتب وقدره 300 قرش سعودي حيث إن المملكة عند توحيدها بدأت تصرف رواتب الموظفين بالقرش السعودي قبل إصدار الريال السعودي الذي بدأ التعامل به في عام 1363ه. هنيئا لنا بهذا التاريخ بقيادة مليكنا خادم الحرمين الشريفين تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله». للتواصل فاكس 6721108