تعج مواقع الفضاء الإلكتروني بمعلومات تصنيع المتفجرات، وبمجرد طرح التساؤل حول طرق تصنيعها وأدواتها ستزود محركات البحث القارئ بكم هائل من المعلومات والشروحات حول كيفية تصنيع قنبلة بأدوات بسيطة تتواجد في الأسواق العامة، مثل أدوات الطبخ ومساحيق التنظيف وما إلى ذلك، بالإضافة إلى مواقع التواصل الحي التي تعج بالمتطرفين الذين يقدمون محاضرات ودروسا في صناعة الإرهاب وفنون التشريك وصناعة القنابل اليدوية والمواد المتفجرة، وكل هذا في متناول الجميع، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة حول دور المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، وكيف تفسح مثل هذه المعلومات دون رقابة أو نظام يحظر تداولها، حيث إن العديد من المواقع العالمية الشهيرة لم تحظر مثل هذه المعلومات أو تضع ضمن سياساتها منع تداول هذه الإرشادات بالرغم من خطورتها على الأمن العالمي. الإنترنت «المظلم» والتحايل على أنظمة النشر «الإنترنت المظلم» هو مصطلح يطلق على العديد من المواقع التي تقدم محتوى غير قانوني، هذه المواقع تستبعد من محركات البحث الشهيرة مثل جوجل، ولكن هذا لا يمنع أنه باستطاعة الكثيرين الوصول إليها بطرق مختلفة، وفي الإنترنت المظلم تمارس الكثير من الممنوعات الخطيرة، منها على سبيل المثال، بيع الجوازات المسروقة والعديد من الوثائق الرسمية مثل أوراق الإقامة في الدول الأوروبية ورخص القيادة وبطاقة التعريف الشخصية لأفراد آخرين، والأكثر دهشة في هذا الإنترنت «المظلم»، أنك قد تجد مواقع تبيعك أعضاء بشرية أو توصلك لمتخصصين في تنفيذ جرائم قتل لتعيين «قاتل مأجور», وهناك جهود لحظر الوصول لهذه المواقع، التي تعج بالممنوعات. وأمام هذا الكم الهائل من مقاطع الفيديو والمواقع الإلكترونية التي تضع شروحات لوصفات صناعة المتفجرات، تتطاير الأسئلة كتطاير الشظايا، فلماذا تتاح هذه المعلومات دون رقابة ولا حظر، وما هو المتوقع من الحصيلة المعرفية لهذا الحشد الكبير من المتابعين والمشاهدين لهذه المعلومات؟.