حمل أمين عام حزب السلام العراقي صالح أبو خمرة تنظيم داعش الإرهابي ورئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي مسؤولية تفشي جرائم العنف الطائفي في العراق. مشيرا إلى أن الطائفية تفشت في العراق بعد الممارسات والتهميش الأمريكي للعديد من الفئات الوطنية الأخرى. وقال في تصريح مع «عكاظ»: إن التنظيمات الإرهابية عادة ما تنشط في المجتمعات المهمشة سياسيا واقتصاديا وهو ماتشهده الكثير من المناطق العراقية. وهو ما فعله المالكي بحق العديد من المناطق العراقية، لافتا إلى أن جهود رئيس الوزراء حيدر العبادي الإصلاحية ليست واضحة المعالم في ظل الوضع المشوش الذي تشهده الساحة السياسية في العراق بسبب التدخلات الخارجية. وأشار إلى أن المجتمع العراقي مكون من فسيفساء دينية واجتماعية ومذهبية تعايشت بل وتمازجت على مدى التاريخ، وغالبية العراقيين السنة في الأصل بعيدون عن الطائفية، عاشوا في خط متوازٍ مع إخوتهم من الطوائف الأخرى، لكن ومنذ أن جاء الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003م تبدلت أوضاع المجتمع بشكل ملحوظ حين ظهر على الساحة المتطرفون الذين يخدمون مخططات خارجية ومن بين هؤلاء تنظيم داعش الذي عاث فسادا في أراضي العراق، ونتيجة ظهور داعش ظهرت تنظيمات مقابلة طائفية. ما أود أن أشير إليه أن داعش استفز بأعماله الطائفية ممارسات طائفية أخرى، حتى خارج العراق وأصبحت المنطقة في حالة توتر طائفي وليس من المعلوم حتى الآن ما هو السبيل للخروج من هذا التوتر على مستوى المنطقة. وأكد أبو خمرة أن حكومة نوري المالكي كان لها دور كبير في إحياء الفتنة الطائفية بين العراقيين، حين تعمدت إقصاء بعض المكونات السنية وناصبتها العداء لكنني تحدثت هنا عن المواجهات الصريحة بين التنظيمات الإرهابية في التيارات الشيعية والسنية التي أخذت منحى القتل والانتقام بشكل يهدد ما تبقى من لحمة المجتمع العراقي. وللأسف أصبح لكل فعل الآن ردة فعل دون أن يكون هناك احتواء للموقف المتصاعد في المشهد العراقي.. وفي كل يوم يتمدد التوتر الطائفي. ولفت إلى أنه لايمكن مواجهة تنظيم داعش بالقوة المسلحة فقط، وإنما بمواجهته فكريا من خلال تفنيد وجهات نظره التي روج لها مستفيدا من الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تمر بها الكثير من المناطق في العراق. فداعش ماكان له أن ينمو إذا ما عاش العراقيون إصلاحا حقيقيا لأوضاعهم الاقتصادية ومشاركة فاعلة في صنع القرار السياسي.. فمواجهة داعش يجب أن تكون سياسية وعسكرية معا. وبين أبو خمرة أن الوضع الآن لا يسعف العبادي لتطبيق خطواته الإصلاحية باعتباره وضعا مشوشا، ومع ذلك نتفاءل بالخير ونتمنى أن يستمر في هذه الإصلاحات وأن يسلم من التأثيرات الخارجية والداخلية أيضا. أما خارجيا إيران في المقدمة وقوى دولية أخرى، التي لو سلمنا منها لما كانت الساحة العراقية على ماهي عليه الآن. والتي فاقم من وضعها بعض السياسيين العراقيين الذين يسعون لاستغلال أزمات العراق لتحقيق مكاسبهم الخاصة.. من خلال سياسة المحاور الإقليمية التي تسيطر إيران عليها. وتحدث أبو خمرة عن العمليات التركية معتبرا أنها مقلقلة ويمكن لها أن تفاقم الوضع في شمال العراق الذي عاش وضعا أمنيا أفضل كثيرا من باقي المناطق العراقية.