للمرة الأولى في تاريخ التنافس الروسي الأمريكي تلتقي القوات العسكرية بين العدوين اللدودين على أرض مشتركة بعد أن شنت روسيا هجمات جوية على مواقع المعارضة السورية المعتدلة، فيما تنفذ واشنطن منذ أكثر من عام ضربات ضد مواقع داعش. يأتي ذلك فيما أكد الجيش الروسي شن ضربات جديدة في سوريا على أربعة مواقع لتنظيم داعش في محافظات إدلب وحماة وحمص. وقالت وزارة الدفاع في بيان «نفذ الطيران الروسي أربع غارات جوية هذه الليلة ضد أربعة مواقع لتنظيم داعش على الاراضي السورية». ودمرت مقاتلات سوخوي-24 و25 تابعة للجيش الروسي في ثماني طلعات جوية «مقر قيادة مجموعات ومخزن أسلحة في منطقة إدلب» وكذلك مشغلا لصنع سيارات مفخخة في شمال حمص، كما أضافت الوزارة. وقصف الطيران الروسي أيضا «مركز قيادة للمقاتلين في منطقة حماة» وسط سوريا. من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن وزارة الدفاع الروسية على اتصال بالبنتاجون بشأن سوريا، وسط دعوات للتنسيق الطارئ بين الطرفين حيال الضربات في سوريا. في غضون ذلك، قالت مصادر لبنانية مطلعة على الوضع إن مئات من القوات الإيرانية البرية وصلت إلى سوريا منذ حوالى عشرة أيام للمشاركة في عملية برية في الشمال السوري وإن حزب الله اللبناني يستعد للمشاركة في هذه العملية. وأضافت المصادر إن العملية البرية التي سيقوم بها الجيش السوري وحلفاؤه ستواكبها غارات يشنها الطيران الروسي. من جهة آخرى أكد العميد في الجيش السوري الحر إبراهيم الجيباوي ل «عكاظ» أن قوة روسيا العسكرية قد تساعدها على تحقيق بعض التقدم عسكريا، إلا أنها لن تثني الشعب السوري عن استمراره في مقاومته ومقاومة الاحتلال بكل أشكاله، مشيرا الى أن على الجميع أن يعلم أن الشعب السوري مصمم على دحر الاحتلال بكل أشكاله ومن كل الجهات الإيراني أو الأسدي أو الروسي حاليا. وقال الجيباوي ل «عكاظ»: «على الشعب الروسي أن يدرك أن إدارته تذهب بجنوده إلى التهلكة لأن سوريا ليست أفغانستان وستكون أكثر من أفغانستان مقبرة لكل الروس القادمين إليها».