أوضح علماء ودعاة وأكاديميون أن زيارة المسجد النبوي مستحبة، لكنها ليست من مناسك الحج، مشيرين إلى أن البعض خاصة من حجاج الداخل يزاحم القادمين من الخارج باعتقاد أن الزيارة من واجبات الحج، أو أحد مناسكه وهو خطأ يقعون فيه، لافتين إلى أن الزيارة تتم في أي وقت وفي أي ظرف ولا يشترط لها وقت أو موسم معين. وحذروا كذلك من بعض البدع التي يرتكبها بعض الحجاج نتيجة عدم إلمامهم ببعض الأحكام الشرعية الواجب عليهم تعلمها، موضحين بعض الأحكام الشرعية والآداب التي تجب مراعاتها لدى زيارة المسلم المسجد النبوي وشد الرحال إليه. وأوضح الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، أن زيارة المسجد النبوي الشريف عبادة مستقلة لا علاقة لها بالحج ولا بوقت الحج؛ فهي مستحبة على مدار العام كله، لا تخص بوقت، ولا علاقة لها بالحج؛ فالحج يتم بدونها، ومن زار المسجد النبوي؛ لا يلزمه أن يحج، ومن حج؛ لا يلزمه أن يزور المسجد النبوي. وبين أن زيارة المسجد النبوي مستحبة من أجل الصلاة فيه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد؛ إلا المسجد الحرام»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى». ليست من الحج أما عضو مجلس الشورى الدكتور فالح بن محمد الصغير، فقال: زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحج أو بعده ليست من أحكام الحج فالحج يتم بأركانه وشروطه وواجباته ولو لم يزر الحاج المدينةالمنورة فالزيارة ليس لها ارتباط بالحج لكن بعض الناس يفعلون ذلك لاستغلال فرصة مجيئهم إلى بيت الله الحرام فيجعلون سفرتهم واحدة. ليس شرطا من جانبه، بين إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم، أنه ليس من شروط صحة الحج زيارة المدينةالمنورة، موضحا أن قصد مسجدها سنة رغب فيها النبي صلى الله عليه وسلم للحاج وغيره بالصلاة فيه لأنه أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها، والصلاة فيه عن ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام. اعتقادات خاطئة أما الدكتور صالح بن علي أبو عراد الأستاذ بجامعة الملك خالد في أبها، فحذر الحجاج وغيرهم من الأخطاء التي تتعلق بزيارة المسجد النبوي، مبينا أن اعتقاد أن الحج لا يتم إلا بزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي بالمدينةالمنورة خطأ شائع؛ فليست زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم من أركان الحج ولا من واجباته وسننه، وقد بين العلماء أن ما ورد في هذا الشأن من أحاديث هي غير صحيحة أبدا.