لم يتمالك الحاج الباكستاني مؤمن فورزاد، 100 عام، نفسه حين رأى المشاعر المقدسة وجموع الحجيج في رحلته الأولى للحج، ليخر باكيا واصفا هذه الأجواء الإيمانية والروحانية أنها هي المكسب الثمين الذي أتاح له الحج بكل يسر وسهولة . الصدفة جمعت «عكاظ» بالحاج مؤمن بعد أن تاه في مشعر منى واستنفر جميع المكاتب الكشفية ومكاتب الدليل الإرشادي في المشاعر المقدسة لمساعدته على الوصول إلى مكتب البعثة الخاصة به، بعد أن تاه في فضاءات المشاعر المقدسة. وظل الحاج البنجلاديشي الذي تجاوزت سنوات عمره قرنا من الزمان يتجول في أرجاء المشاعر المقدسة باحثا عن مقر بعثته الذي تاه عنه عقب صلاة العيد حتى العصر فأعياه المسير. وأوضح أحد المتطوعين في مكتب الإرشاد أنه تم العثور على الحاج وحيدا في منطقة الجمرات بعد أن فقد عائلته وأقاربه على جسر الجمرات، مشيرا إلى أن أفراد الكشافة المتواجدين في الموقع أحضروه إلى مكتب الإرشاد ليتم إيصاله إلى سكنه الخاص. وأضاف تمت الاستعانة بمترجم لمعرفة مقر سكن الحاج، ورغم ذلك تواصلت رحلة البحث حتى صلاة المغرب، وبعد معاناة طويلة تم إيصاله إلى مقر سكنه. الحاج مؤمن قال إنه رغم التعب الذي نال منه، إلا أنه تمنى لو أن رحلة البحث استمرت طويلا ليتجول في أرجاء المشاعر المقدسة ليستمتع بالشعور الذي عاشه بروحانية وطمأنينة المكان والزمان. وأبان أنه بعد 100 عام من الله عليه بأداء حجة الفريضة، مبينا أن مكةالمكرمة مختلفه تماما في الطبيعة فهي مهوى الأفئدة ومقر الآمنين، مشيرا إلى أنه يتمنى لو يقضي بقية عمره فيها، ومضيفا «أسأل الله أن يتوفاني في الأراضي المقدسة ليوارى جثماني في أرضها الطاهرة».