قاسم سليماني صانع الدمار في المنطقة طالما أنه يسيطر بشكل مباشر على القرار السياسي والعسكري في سورياوالعراق على السواء. قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ووجه طهران العسكري في المنطقة لم يكتف بنقل الأسلحة إلى نظام الأسد والفصائل الشيعية في العراق، إضافة إلى نقل عناصر من الحرس الثوري إلى بغداد ودمشق وإشرافه على نقل متطوعين شيعة من أفغانستان للقتال في العاصمتين بل بات الوجه الأبرز في صناعة الدمار في المنطقة. سليماني يبدو في تنقله بين طهران ودمشق وبغداد للإشراف على الخطط العسكرية التي تحفظ لإيران موطئ قدمها في العاصمتين، يسعى لإحياء الحلم الفارسي في المنطقة عبر نهر طويل من الدماء العربية. ويبدو المشهد واضحا فالتعليمات التي تلقاها سليماني تشير إلى أنه يسعى لأن يكون مستقبل سوريا هو إيراني وكذلك العراق، ولعل الصحافة الأمريكية والإسرائيلية أشارت إلى ذلك عندما وصفته ب «ثعلب» إيران في الشرق الأوسط. صحيفة «الواشنطن بوست» الأمريكية قالت قبل أيام إن كل الأشخاص المهمين وغير المهمين في العراق يذهبون لرؤيته، لأنه من أهم صناع القرار في السياسة الخارجية الإيرانية. وقالت ذلك لندن أيضا عندما نشرت «الجارديان» إن نفوذ سليماني في العراقوسوريا كبير جدا إلى حد أن الأسد يتحرك وفق ما يريده قائد فيلق القدس، بينما يؤكد العراقيون أنه من يحكم العراق «سرا» ويقولون في مجالسهم ذهب بريمر الأمريكي وحضر بريمر الإيراني. اللافت أن الولاياتالمتحدة تعتبره شخصا إرهابيا، إلا أنها تتعامل معه سرا وهو ما كشفه القيادي في وكالة الاستخبارات الأمريكية جون ماغواير الذي وصف سليماني بأنه أقوى عميل حاليا في منطقة الشرق الأوسط. سليماني الذي يربط خيوط اللعبة الإيرانية في سورياوالعراق بعد أن ربطها لحزب الله في لبنان، لا يغادر المنطقة، فالرجل نقل مقر قيادته من طهران إلى بغداد ليستمر في لعبة الدم وصناعة الدمار في المنطقة.