اعتبر خبيران مصريان ل «عكاظ»، أن نتائج القمة الأوروبية في بروكسل أمس الأول، تمثل التفافا على أزمة اللاجئين، وقالا: إن التعهد بتخصيص مبلغ مليار يورو وإنشاء مراكز إيواء، إجراءات غير كافية لمواجهة هذه المأساة الإنسانية التي تسبب فيها نظام الأسد. وأفاد مدير مركز دراسات الهجرة واللاجئين في الجامعة الأمريكية الدكتور إبراهيم عوض، أن قضية اللاجئين بدأت تتحول إلى قضية إنسانية من جانب الأوروبيين، مشيرا إلى أن ذلك يعد عجزا أوروبيا عن إثبات إخلاصهم في وجود حل جذري لتلك المأساة الإنسانية. وانتقد عدم توافق دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم ورفضهم لمقترح المفوضية الأوروبية القائم على تحديد حصص لكل دولة، إذ عارضت دول عدة تقاسم 120 ألف لاجئ في مقدمتها المجر وسلوفاكيا حيث لا تزالان تعارضان بشكل قاطع تحديد حصص. وأشار إلى أن مخاطر قضية اللاجئين تخطت حدودها الإقليمية وأصبحت دولية، وأن الدول الأوروبية تتعامل مع الأزمة وفقا لمصالحها الخاصة، وتحاول عبر هذا الدعم أن تظهر أمام الرأي العام بأنها لم تتخل عن اللاجئين، لافتا إلى عدم وجود قيادة أوروبية مستعدة لإيجاد حالة إجماع على الوضع فى سوريا، معتبرا أن إسقاط النظام الأمل الوحيد لاستقرار سوريا وعودة كافة أبنائها إلى وطنهم. من جهته، رأى مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور سعد الزنط، أن هناك فجوة كبيرة بين المبالغ التي تم التعهد بها لمواجهة الأزمة والحاجات على الأرض، مؤكدا أن وضع اللاجئين في الدول الأوروبية مأساوي، وقال: إن الواقع يؤكد أن الجانب الأوروبي بدأ يتخلى عن الأزمة السورية برمتها. وانتقد اتخاذ دولة مثل المجر إجراءات تتعارض مع قواعد حقوق الإنسان ضد مجموعات اللاجئين الذين جاءوا إلى أراضيها للمرور وليس للإقامة، لافتا إلى عدم توافق المجتمع الدولي على آليات محددة للتعامل مع اللاجئين السوريين بصورة إنسانية كريمة، واعتبر أن نتائج القمة الأوروبية بمثابة ذر للرماد في العيون. وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدت أن، الاتحاد الأوروبي لا يزال «بعيدا جدا» عن حل شامل يقوم على حصص ثابتة لأزمة اللاجئين، إلا أنه اتخذ خطوة أولى بالاتفاق على تقاسم 120 ألف لاجئ. وقال أمام مجلس النواب الألماني أمس «شهدنا خطوة أولى لكننا لا نزال بعيدين جدا عن المكان الذي يجب أن نصل إليه».