اعتبرا خبيران ليبيان، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الصخيرات، خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار، وتوقعا في تعليقات ل «عكاظ»، أن يمهد لعودة تسليح الجيش الليبي لمواجهة الميليشيات المسلحة وجماعات العنف والإرهاب. وعبرا الخبيران عن مخاوفهما من إفشال جماعات العنف والإرهاب لهذا الاتفاق. ورأى الأستاذ بجامعة سبها الدكتور محمد السنوسي، أن الاتفاق خطوة إيجابية نحو استقرار ليبيا سياسيا واقتصاديا وأمنيا، من أجل وضع حد للعنف واستعادة سيادة القانون وعودة تسليح الجيش ودعمه دوليا في محاربة الإرهاب، مؤكدا أن نجاح الاتفاق مرتبط بتسليح الجيش الليبي. وأضاف أن ليبيا الغارقة في الفوضى منذ الإطاحة بالقذافي في 2011، بحاجة ملحة لإنهاء حالة التخبط التى تعيشها، خاصة أن الدولة التي ولدت بعد الثورة أصبحت دولتين، والشعب بحاجة إلى توحيد مؤسساته عبر حكومة وحدة وطنية لإنهاء هذا الانقسام، وتوقيع الاتفاق يضع البلاد على هذا الطريق. وأشار السنوسي إلى أن الخلاف بين المؤتمر الوطني ومجلس النواب قد يضر بالاتفاق، محذرا من أجندات خارجية تدعم كل طرف لحساب مصالحها الخاصة في ليبيا وهو ما يثير المخاوف حول مصير الاتفاق الجديد. وعبر عضو المجلس الانتقالي السابق فرحات الشرشابي، عن مخاوفه من إفشال الاتفاق من قبل الجماعات المتطرفة التي تشعبت في كل المدن الليبية، إذ أنها من الممكن أن ترفض أي حلول، وقال إن ما يتحكم في مصير البلاد حاليا مجموعة عصابة مسلحة، مطالبا الأطراف الليبية الوطنية باتخاذ خطوات جادة نحو استعادة السلام والاستقرار، وإيجاد حلول سلمية للخروج من الأزمة الراهنة. وطالب الأممالمتحدة بالضغط على الأطراف غير المعترف بها في طرابلس لإقرار ما تم التوصل إليه لإنقاذ البلاد من حالة الفوضى، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الدول المعادية لليبيا لا تريد الاستقرار لها، وعد الاتفاق الذي سيفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تنتهي بانتخابات برلمانية بداية لاستعادة الاستقرار الكامل في ليبيا عبر إنهاء النزاع والقضاء على الجماعات المتطرفة التي تتوسع رقعة انتشارها. وأكدت الأممالمتحدة أن الاتفاق الذي سلمته للفرقاء الليبيين نهائي، موضحة أنه «الخيار الوحيد» كي لا تسقط البلاد في فراغ سياسي ومصير مجهول. وقال مبعوث الأممالمتحدة برناردينو ليون إلى ليبيا أمس «لدينا نص نهائي، وانتهى الجزء الخاص بنا ضمن هذا المسلسل». وأضاف أن النص المقترح هو «الخيار الوحيد الموجو»، مؤكدا أن الأممالمتحدة تتفهم أن «كل ليبي ومؤسسة وكل منظمة سوف يرون عناصر لا تروقهم في الاتفاق.