عودة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى عدن، حتى وإن كانت مؤقتة، لها رمزيتها النفسية والشعورية ودلالتها العملية، فهي تعني عودة الشرعية إلى وطنها بعد تحقيق الانجازات الكبيرة على الأرض في طريق تخليص اليمن من محنة الانقلابيين ومن يقف معهم الذين أدخلوا هذا البلد في نفق مظلم كاد يمزقه إلى أوصال لولا الخطوة التاريخية التي قادها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من أجل حماية اليمن وأهله والوقوف في وجه المخطط الذي يريد سلخه من جسده العربي. عودة الرئيس هادي – وقبله نائبه – تعني أن التحالف العربي والمقاومة الشعبية والجيش الوطني والإرادة اليمنية استطاعت أن تترجم الحزم والعزم إلى واقع دحر كتائب الحوثيين وقوات المخلوع ودفعهم إلى التراجع والاختباء في جحورهم ينتظرون الضربات الموجعة.. عدن باتت تشكل رمزية الدولة والصمود في وجه الانقلابيين والخارجين على الشرعية، والعودة إليها تعني الكثير في هذا الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات الميدانية للشروع في معركة تحرير صنعاء. وجود الشرعية على أرض اليمن يسهم في إدارة المعركة على جميع المستويات، ويعطي دفعة معنوية لكل الذين وقفوا ضد الانقلابيين والذين ترددوا في مقاومتهم خوفا من بأسهم.. هي خطوة ضرورية في هذا التوقيت الحاسم تجعل عدن مدخلا إلى المستقبل اليمني بعد تخليصه من قبضة الحوثيين وإعادتهم إلى حجمهم الطبيعي.