منذ 7 سنوات أطلق مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أضخم برنامج حضاري إنساني وصفه المهتمون ب(الاستثنائي)، إنها حملة (الحج.. عبادة وسلوك حضاري). ويتضمن البرنامج حزمة من البرامج، تساندها مجموعة من الحملات المتخصصة في الشأن التوعوي التي تهدف لرفع مستوى الوعي والفهم الصحيح ل(الحج)، وأخذ الفيصل على عاتقه التعريف بمفهوم (الحج بتصريح)، وأشرك معه كافة الجهات ذات العلاقة بشأن (الحج) لوضع آلية العقوبات والمبادرات ومحاربة الظواهر السلبية لتكريس قيم الحج الصحيح، وبناء برنامج توعوي متكامل يساهم في تفعيل المرتكز الثاني لاستراتيجية المنطقة، التي تهدف إلى الارتقاء بتنمية إنسان المنطقة ليبلغ وصف القوي الأمين ليتحقق على يديه النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن، وتأصيل ثقافة (تقديس البلد الحرام) خلال موسم الحج لكل من ضيوف الرحمن ومقدمي الخدمة وكافة أطياف المجتمع. شراكة حكومية وأهلية وخلال موسم الحج لهذا العام 1436ه استنفرت 30 جهة حكومية وأهلية للمشاركة في تنفيذ آلية العمل لحملة (الحج.. عبادة وسلوك حضاري) كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية لتفعيل رؤية إمارة منطقة مكةالمكرمة، الهادفة إلى تأكيد أن الحج عبادة وسلوك حضاري، والخروج بموسم حج ناجح، يؤدي فيه الحاج عبادته في جو من الخشوع والهدوء واحترام الأنظمة مستندا في ذلك إلى التشريع الإسلامي والأخلاق الإسلامية. اللجنة التنفيذية وعن جهود الجهات المشاركة ذكر مستشار أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة التنفيذية والتحضيرية لأعمال الحج الدكتور هشام الفالح، أن الحملة تأتي بتضامن كل قطاعات الدولة لإخراج موسم ناجح تحت مظلة (الحج عبادة وسلوك حضاري)، مضيفا أن الجهات المشاركة تسخر إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية لتفعيل رؤية إمارة منطقة مكة الهادفة إلى تأكيد أن الحج عبادة وسلوك حضاري، لافتا الى أن الحملة تكتسب أهميتها من منطلق أن الحج عبادة لها سننها ومقاصدها وتشريعاتها الواضحة، وأضاف مستدركا: تتبع الحج سلوكيات حضارية، تتمثل في أن يدرك الحاج القادم إلى مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أن عليه الالتزام بالسلوكيات المرتبطة بالفريضة، وأن يؤدي عبادته في خشوع وهدوء واحترام الأنظمة مستندا في ذلك إلى التشريع الإسلامي والأخلاق الإسلامية. مشددا على أن شعار لا حج بلا تصريح لم يعد شعارا بل برنامجا ملزما للجميع وأن نجاحه يأتي بتعاون كل القطاعات الأمنية وغيرها، وفي مقدمة كل هؤلاء المواطن الذي لا بد أن يدرك حجم المسؤولية، وكذلك المقيم وأن يكونوا على درجة كبيرة من الوعي، للحفاظ على أمن الحجاج وسلامتهم وصحتهم. مرحلة النضج وأضاف الدكتور الفالح: «المرحلة الثالثة والأخيرة التي ستنطلق في حج العام المقبل ستحمل عنوان (النضج) وتنتهي في عام 1440ه، وسيتم التركيز فيها على المبادرات التنموية من قطاع الحج، وهي مرحلة من وجهة نظري تتم فيها دراسة المرحلتين السابقتين، والنظر في الدراسات والمقترحات التي يبادر فيها البعض من القطاعات العاملة في الحج، لاسيما معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، وبكل تأكيد فمثل تلك المبادرات تعزز القيم والأهداف التي أنشئت من خلالها هذه الحملة، وتطوير مقوماتها ومخرجاتها، لنصل في نهاية المطاف الى حج نظامي خال من المظاهر السلبية التي يخلفها الحج المخالف». وأبان الفالح أن الحملة تستهدف المواطنين والمقيمين، ومؤسسات الطوافة، وشركات الحج، وقطاع النقل، والإعلام بشتى وسائله، لأنه متى ما وصلت الرسائل التوعوية المخرجة من قبل الحملة الى هذه الشرائح، فإنها ستسهم بكل تأكيد في خفض نسبة الحج المخالف. مستوى الوعي وتهدف الحملة الى رفع مستوى الوعي لدى الحجاج، وتحفيزهم على مراجعة السلوك قبل مباشرة الفريضة، لضمان عدم الوقوع في المحظور، وتستند الحملة أيضا إلى محاور عدة من بينها احترام المكان والحدث والإنسان، واحترام الأنظمة، وتشمل الحملة جانبين، (توعوي وتحذيري)، وتنمي في مضامينها إحساس الحاج والمعتمر بمسؤوليته، وتشجعه على المبادرة لتغيير سلوكياته واستشعار دوره الإنساني المسلم المتحضر؛ إزاء الحجاج وأداء الفريضة. ولفت الفالح الى أن المرحلة الثانية انطلقت في حج عام 1434ه، وتنتهي مع حج هذا العام 1436ه، بعنوان (مرحلة النمو)، وتم التركيز فيها على التعريف بعقوبات المخالفين، خصوصا أن مستوى الوعي ارتفع في المرحلة التي سبقتها، وبدأت الرسائل التوعوية في هذه المرحلة ممنهجة على التعريف بالعقوبات التي قد يقع فيها المخالفون لأنظمة الحج والتي تستهدف إرساء بيئة حج سليمة خالية من المظاهر السلبية ومن أهمها الحج المخالف، وما يترتب عليه من افتراش وازدحامات تضيق الخناق على الحجاج النظاميين. وقال الفالح: المراحل الثلاث وضعت لها مدة زمنية لكل مرحلة، فالأولى التي بدأت مع حج عام 1429ه، كانت بعنوان (المرحلة التأسيسية)، انتهت في حج عام 1433ه، وتم التركيز فيها على قيم الحج والظواهر السلبية والتوعوية بأهمية تصريح الحج، مشيرا الى ان الحملة منذ انطلاقها عام 1429ه حققت نجاحات كبيرة مستدلا بما سجلته الإحصاءات في انخفاض المخالفات والمخالفين أثناء موسم الحج. الإمكانات البشرية وسخرت الدولة في خضم ذلك كل الإمكانات البشرية الكفيلة في هذا الخصوص اتساقا مع دورها الريادي والاستثنائي والتي عاصرتها الحملة خلال ال7 أعوام الماضية اكتسبت من خلالها رؤية استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى خلق أنماط متعددة للتعامل مع الأزمات والمشاريع وقرارات التخصيص وإدخال منظومة الحج في إطار منهجي متكامل، سعت من خلاله إمارة مكة إلى إرساء ثوابت الحج والحفاظ عليه وعلى قداسة شعيرته. مشاريع حيوية وأنفقت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بسخاء، وضخت مليارات الدولارات على تشييد البنية التحتية في الحج وعلى كافة الأصعدة، وفتحت ميزانيات مالية ضخمة للإشراف على جميع المشاريع الحيوية من منظومة النقل والمرافق والمنافذ الجوية والبحرية والبرية والصحية والصرف الصحي والخدمات الوقائية والعلاجية في جميع المواقع الرئيسية للحج، واستطاعت المملكة المحافظة على سياساتها الثابتة والرزينة في هذا الصدد استشعارا منها بأهمية المرحلة في تقديم أرقى الخدمات الثابتة والواعدة. حماية المقدسات وخلال ال3 أعوام الماضية كانت أعداد الحجاج تتزايد بشكل كبير، مواكبة تخصيص الأعداد تيسيرا للعمل المؤسسي وتمهيدا لإنهاء المشاريع العملاقة والكبيرة التي عززت من موقع المملكة عالميا في استضافتها للحشود والأعداد الكبيرة، والحفاظ بشكل متوازن على هذا السجل الرائع في إدارة الحشود ومنظومة الحج في كل سنة، في ظل قيادة واعية وخلاقة لتسيير المنظومة الإدارية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في الحج، فوقف العالم الإسلامي لها احتراما ومصفقا وهو يرى بأم عينيه علو كعب الإدارة السياسية للسعودية وهي تحافظ وتحمي المقدسات وتساعد جميع الحجيج بمختلف أجناسهم وأنماطهم الثقافية في تأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة ووفق سلوكيات حضارية.