العين الواحدة لم يعد واثقا من حديث أبيه عن الجن، كانت أحاديث أبيه يسمعها بنصف عين، بنصف عين مكتملة، ونصفها الآخر خبأها للغول، الغول الذي لا يأتي عادة، غول بنصف عين، وأبوه لم يزل يحكي عن الغول ذي العين الواحدة، عين واحدة مفتوحة على الليل، والليل بلاعين الآن، لم يعد واثقا من وجود عينه الواحدة في عين أبيه. ما لا يدركه كعادته بعد مدة من الزمن، اكتشف أن ساقه اليسرى أصغر من يده اليمنى، وأن يده اليمنى تخلو من الشعر، وأن هذا الشعر لا يشبه شعر رأسه، وأن شعر رأسه يشبه لحية جاره المسن، وأن جاره المسن يمتلك عنقا طويلا كعنق خادمته السمراء وأن خادمته السمراء تشبه في صوتها نغمة تبول طفل في إناء، وأن هذا الإناء مصنوع بدقة وغال ولامع كصلعة لاعب كرة نجح في تسجيل هدف عن طريق خطأ خسر فيها ساقه اليسرى. منام الترّقب في المنام الأخير لهذا الصعود، رأيت النمل الأسود وهو ينخر ببطء جمجمتي، كيف لي أن أتذكر رأسي وأن ألمسه بيدي المنزوعة، كيف لي أن أتحرك بحجم ثقب إبرة، سحقا لهذا الليل الذي ألبسني سيرهم، كانوا وهم يحملون جسدي سريعا من جسدي على جسدي إلى جسدي ومن جسدي على جسدي إلى جسدي لا يتوقفون.