المستوطنون الذي قتلوا الشهيد الطفل علي دوابشة وأحرقوا والديه ورقصوا فوق أجسادهم المحترقة هم أحفاد الحقد الصهيوني الذي تمت تغذيته طوال السنوات الماضية ضد الفلسطينيين، على اعتبار أن «الغوييم» (الأغيار) في نهاية الأمر لا يستحقون الحياة. ظهرت العنصرية الإسرائيلية في جلسة الكنيست التي عقدت لبحث جرائم الكراهية، ظهرت الكراهية واضحة في مكان البحث، عندما قال العضو العربي في الكنيست أحمد الطيبي، إن أيادي اليمين الإسرائيلي ملطخة بدم أطفال فلسطين، وإن قتل الطفل علي الدوابشة لن يكون القتل الأخير، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يعيش كباقي الشعوب، وأن من يتعامل مع الفلسطينيين على أنهم من النوع الرديء الذين يجب حرقهم، هم مثل تعامل «النازيين الذين نفذوا المحرقة باليهود». ورد عليه عضو الكنيست اورن حزان (الليكود) بالقول إن الطيبي وزملاءه لا يعترفون بحق إسرائيل بالوجود، مضيفا بكل عنجهية موجها كلامه للأعضاء الفلسطينيين في الكنيست «هذا ليس مكانكم وهذه ليست دولتكم». إن ما حدث من تهجم عنصري ضد «الطيبي» في الكنيست يدلل على عقلية أصحاب القرار في إسرائيل وهو يكشف بوضوح زيف ما تدعيه من ديمقراطية، وكذلك يؤكد هذا على الصوابية المطلقة لمواقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقيادة وكل الشعب الفلسطيني برفض الاعتراف ب «الدولة اليهودية»، وبجانب كل العمليات الإجرامية التي يقوم بها قطعان المستوطنين ضد البشر والشجر فوق الأرض الفلسطينيةالمحتلة، فإن «إسرائيل» تقوم بالتحريض ضد كل ما هو فلسطيني وضد الرئيس أبو مازن، وتنفذ كل ما له علاقة بتحطيم الحلم الفلسطيني وتعطيل بناء المؤسسات، وتحارب قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وترفض حق العودة. لقد دنس الاحتلال الأرض واحتلوها ومازالوا ينهبون خيراتها ويستفزون مشاعر أصحاب الأرض الأصليين صباح مساء، ويستمرون في عمليات التهويد للقدس، وحتى إن المسجد الأقصى مهدد بالانهيار نتيجة للحفريات المستمرة منذ سنوات، حتى إن الخبراء يقولون إن إسرائيل لديها شبكة أنفاق وحفريات ضخمة تحت مساحة المسجد الأقصى وما حوله. لا يمكن أن يصدق أحد أن الجيش الإسرائيلي يقوم بدور صادق في منع مخططات وهجمات وإرهاب المتطرفين والمستوطنين، وتبدو عملية اعتقال المستوطنين والتلويح بحبسهم «إداريا» أنها نكتة سخيفة يراد بها «امتصاص» رد الفعل العالمي لحرق رضيع بريء، والقيام بسيناريو لا يمكن أن يقوم به من يحمل أي صفة إنسانية أو بشرية، وكأن هذه الأفكار السرطانية الاستيطانية، قد تكونت ونمت وتسلحت وقتلت وحرقت، خارج منظومة الاحتلال، فالسبب الرئيس في مآسي كل شعبنا في كل مكان هو وجود الاحتلال، فوق الأرض الفلسطينية. إن ردود الفعل الرسمية الإسرائيلية على جريمة الحرق البشعة هي أشبه ب «عملية جراحية تجميلية موضعية» يراد بها إخفاء كل ما يتعلق بالفعل وآثاره الدولية والإقليمية، ومحاولة لامتصاص ردود الفعل الفلسطينية، وتهدئة الرأي العام الدولي.