طالب عدد من المختصين بتلافي الأخطاء والسلبيات التي حصلت في الدورتين السابقتين، والتركيز على اختيار المرشح الأفضل بعيدا عن التحيز لعائلة أو مراعاة للمصالح والمحسوبيات. يقول الكاتب الصحفي بسام فتيني: إن ثقافة انتخاب الأجدر لا زالت رهينة التجارب، وفي الدورتين الماضيتين ربما كان لدى الناس قناعة من أن الاختيار إما كان موفقا أو غير ذلك، مع التأكيد على أن بعض التعديلات التي أدخلتها الجهات المختصة في طريقة وآلية اختيار المرشحين الفائزين من كل دائرة، ربما يحد من إمكانية تدخل عوامل أخرى في الاختيار، فأحد شروط اختيار المرشحين تنص على أن المرشح يحصل على أصوات دائرته فقط، وهذا يعني أن على المرشح أن يأتي بجميع أبناء جماعته وإثبات أن سكنهم داخل الأحياء التي تشمل الدائرة لكي ينتخبوه وهو ما لا يمكن حدوثه، لذلك وضع مثل هذا الشرط الذكي قد يحد من بعض الممارسات غير المهنية في اختيار الكوادر التي تستحق الوصول للمجلس. من جهته، أرجع أحمد المكرمي رئيس المجلس البلدي في الدورة الأولى بمحافظة صامطة فوزه برئاسة المجلس البلدي، بالدعم المعنوي الذي حصده من علاقاته الاجتماعية بأهالي المحافظة من مختلف العائلات والوجهاء والأعيان ومديري الدوائر الحكومية وغيرهم، مؤكدا أن جميع القبائل تعتبر دعم المرشح واجبا عليهم بغض النظر على برنامجه الانتخابي، بالإضافة الى الدور الكبير الذي يلعبه مديرو ومتحدثو الحملة الانتخابية وهم من أبناء العشائر التي تتكون منها محافظته، بالإضافة الى تواصله مع عامة الناس من خلال رصد معاناتهم واحتياجاتهم المرتبطة بمهام المجلس البلدي. ويرى مساعد الأمين للبحوث والتطوير بجمعية مراكز الأحياء بجد سالم الطويرقي أن ثقافة الانتخاب في المجتمع السعودي مازالت جديدة على الرغم من مرور ما يزيد عن عشر سنوات على أول انتخابات بلدية تجرى في المملكة، مشيرا إلى أن مفهوم الانتخاب والعمل بما يخدم المجتمع ومشاركة الفرد في العمليات الانتخابية تشوبها كثير من المفاهيم التي تحط من قيمتها، وقال: على الناخبين أن يقرأوا البرامج الانتخابية للمرشحين بشكل جيد وأن يتعرفوا عليها وعلى أبعادها ومنطقيتها وإمكانية تحقيقها مع مهام المجلس البلدي، دون أن تكون خيالية بعيدة عن التحقيق، وعلى الناخب أن يعي جيدا فلسفة الانتخابات والمشاركة فيها، وأن يدرك أنها مسؤولية وطنية لانتخاب المؤهلين من المرشحين، ولذا تقع عليه مسؤولية أدبية في انتخاب الأصلح، ومن هنا فعلى الناخب أن يدرك أن صوته أمانة في عنقه لا يعطيه إلا لمن يستحقه، وألا يجازف بذلك الصوت بحجة المشاركة ليس إلا، وأن يدرك مسؤوليته الأدبية في إيصال مرشحه إلى كرسي المجلس البلدي. وبين أنه قد تؤثر مكانة المرشح الاجتماعية في تحقيقه بعض الأصوات، كما قد تكون لعلاقته الشخصية بالناخب دور في حصوله على أصوات الناخبين، وقد يكون للمحسوبية والمناطقية دور لها في فوز هذا المرشح أو ذاك، كذلك قراءة الناخب الخاطئة للبرنامج الانتخابي قد تكون هي الأخرى عاملا حاسما في حصد المزيد من الأصوات عندما ينخدع الناخبون في برنامج مرشحهم المتضمن وعود وهمية. من جانبه، قال سامي أبو طالب مدير الحملة الانتخابية الأولى لرئيس المجلس البلدي بمحافظة صامطة: إن تجربة الانتخاب في الدورة الأولى كانت حديثة على المجتمع السعودي فكانت أغلب أصوات الناخبين تمنح تحيزا مع أبناء العوائل التي ينتمي إليها المرشح، ليس من أجل خدمتهم فقط بل كانت لأسباب اجتماعية وتاريخية ليكون ابنهم أول رئيس أو عضو يتم اختياره في المجلس البلدي. مبينا أن تلك المرحلة والتي تلتها كانت تعاني من ضعف الرقابة وغياب الوضوح والشفافية في سير العملية الانتخابية واختيار المرشحين والتأكد من هويات الناخبين الذين منحوا أصواتهم للمرشحين.