يرى البعض أن الانتخابات تشكل ثقافة جديدة على المواطنين لذلك يحجم البعض عن المشاركة بها متناسين أنها تمثل رغبة المسؤولين وثقتهم في الناخبين لاختيار من يرونهم مناسبين لتولي مسؤولية إدارة المنشأة عبر مجلس إدارة منتخب قادر على إحداث تطوير وتحديث للأعمال والارتقاء بالأداء. ومثل هذه النظرة بحاجة إلى نشر مفهوم الوعي الانتخابي لكونه أمراً ذا أهمية كبرى خاصة حينما يكون الاختيار موفقاً ويصب في مصلحة الناخبين سواء كانوا من المساهمين بالمؤسسات والشركات أو المنتسبين للأندية والمؤسسات الاجتماعية. وإن كانت الفترة الحالية تشهد انتخابات لاختيار أعضاء مجالس إدارات مؤسسات الطوافة ومكتب الزمازمة الموحد ومكتب الوكلاء الموحد والمؤسسة الأهلية للادلاء فان الضرورة تقتضي العمل على نشر مفهوم ثقافة الانتخابات بشمولية يشارك فيها نخبة من أفراد المجتمع لشرح مفهومها وإيصال رسالة للناخب مفادها أن الشعارات التي يرفعها بعض المرشحين ليست مقياساً للتصويت لصالحهم فلابد من دراسة مضامينها بشكل واضح ومعرفة طرق وأساليب تنفيذها خاصة إن الكل قادر على رفع شعار (إحضار لبن العصفور) لكن طريقة اصطياده كيف تكون وقبل ذلك هل لدى العصفور لبن لنشربه؟. لذلك لابد أن يدرك الناخبون بمؤسسات الطوافة وغيرها أن الانتخابات تمثل حقاً للممارسة الديمقراطية وتهيئة البيئة المناسبة للمساهمين في اختيار أعضاء مجالس إداراتهم وانتقائهم من الأكفاء ذوي الخبرات العلمية والعملية المتميزة والذين لديهم الرغبة الحقيقية للتطوير وخدمة ضيوف الرحمن بشكل جيد ومنح المطوفين حقوقهم الأدبية والمالية دون المساس بالخدمات. فهل ثمة حاجة إلى إبراز ثقافة الانتخابات كثقافة جديدة؟. من المؤكد أن الدورتين الماضيتين قد أبرزتا ثقافة الانتخابات بنوع من الإيجاز لكن ما الثمار التي حققتها وهل ظهرت متغيرات عملية بعد مضي دورتين؟. هناك من صنع متغيرات عملية من خلال عضويته بمجلس الإدارة فحظي بالتقدير والاحترام ونال احترام وتقدير المطوفين وثقة عدد من مسؤولي وزارة الحج وبعض القطاعات الحكومية وفي المقابل هناك من شكل عبئاً على مجلس الإدارة فلا هو أفاد المجلس بخبراته ولا استفاد من تجارب الآخرين وثمة فريق ثالث وجد في عضوية مجلس الإدارة فرصة للحصول على مكاسب مالية. ومن هنا يبرز السؤال الذي نأمل أن يطرحه الناخبون على المرشحين لماذا رشحته؟ وماذا ستقدم؟. وفي المقابل يسال الناخب نفسه لماذا انتخب؟ ومن انتخب؟ وما هي نتائج ممارستي للانتخاب؟. فان استطاع الناخب طرح مثل هذه الأسئلة فإنه سيدرك نتائج ممارسته الانتخابية؟ فمبدأ الانتخاب يقوم على فلسفة خدمة العمل ذاته وهو ما يعني إنجاز العمل بالصورة الصحيحة دون الحاجة بأن يكون للمرشح إظهار شخص على حساب العمل. وإن كانت بعض الانتخابات تقوم على كسب تأييد الناس فان الغالب الحقيقي هو دقة البرنامج الانتخابي وموضوعيته ومدى قدرة تنفيذه بعيداً عن التحيّز أو الفزعة في التصويت لمرشح دون آخر.